responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 99

ذلك، فلما أصبح بعث إليه أنوشروان: ما هذا أ تستبيح عسكري البارحة؟فأرسل إليه: ما أسرع ما ضجرت، قد فعل هذا بعسكري ثلاث مرات و أنما فعل بك مرة واحدة!فبعث إليه أنوشروان: إن هذا عمل قوم يريدون أن يفسدوا بيننا و عندي رأي إن قبلته. فقال: و ما هو؟ قال: تدعني أبني حائطا بيني و بينك و أجعل عليه بابا فلا يدخل عليك إلا من تحب و لا يدخل علي إلا من أحب. فأجابه إلى ذلك و تحمل و مضى، و أقام أنوشروان فأمر، فبنى بالصخر و الرصاص حائط عرضه ثلاثمائة ذراع حتى ألحقه برءوس الجباس و جعل عليه أبواب حديد فكان يحرسه مائة رجل بعد أن كان يحتاج إلى خمسة آلاف رجل، فلما فرغ من السد و قيد الفند في البحر و أحكم الأمر سر سرورا شديدا فأمر أن ينصب على الفند سريره و يفرش له عليه، ثم قام فرقى إليه و أغفى عليه، فطلع طالع من البحر سد الأفق بطوله و أهوى نحو الفند، فثار الأساورة إلى قسيهم، فانتبه الملك فقال: ما شأنكم؟أمسكوا، لم يكن اللّه جل و عز ليلهمني الشخوص عن وطني اثنتي عشرة سنة فأسد ثغرا يكون عزا لرعيتنا و ردءا و مرتقى لعباده ثم يسلط علي دابة من دواب البحر. فتنحى الأساورة و أقبل الطالع نحو الفند، فذكر الموبذ أن اللّه جل و عز أنطق ذلك الحيوان فقال: أيها الملك أنا ساكن من سكان هذا البحر و قد رأيت هذا الفند مشدودا سبع مرات و خرابا سبع مرات، و أوحى اللّه جل و عز إلينا معشر سكان هذا البحر أن ملكا عصره عصرك و صورته صورتك يبعثه اللّه جل و عز يسد هذا الثغر إلى الأبد، و أنت ذلك الملك، فأحسن اللّه على البر معونتك. ثم غاب عن بصره كأنما غاب في البحر أو طار في الجو، و سأل أنوشروان عند فراغه من ذلك السد من ذلك البحر، فقيل: هو ثلاثمائة فرسخ في مثلها و بينه و بين بيضاء الخزر مسيرة أربعة أشهر على هذا الساحل و من بيضاء الخزر إلى الفند الذي بناه أسفندياذ مسيرة شهرين. فقال أنوشروان: لا بدّ من الوقوف عليه و النظر إليه. قالوا:

أيها الملك إنه طريق لا يطمع في سلوكه لموضع فيه يقال له دهان شير، يريد فم الأسد، و فيه دردور لا يكاد تسلم فيه سفينة. قال أنوشروان: لا بد من ركوب هذا البحر و النظر إلى هذا السد. فقالوا: أيها الملك اتق اللّه في نفسك و فيمن معك!فقال: أتوكل على اللّه الذي خلق هذا البحر و هو جل و عز ينجينا من دردوره و لا أحسب أني أمسح إيران شهر شرقه و غربه و أعرف عدد جباله و أوديته إلا بعد ركوب هذا البحر و سلوكه إلى البر. فهيئت له السفن و ركب معه عدة من النساك حتى لججوا في البحر و وافوا ذلك الذي يعرف بدهان شير فدفعوا إلى دردور هائل فبقوا فيه متحيرين لا يرون منارا يجعلونه علما لهم و لا جبلا يقيمونه أمارة لمنصرفهم، فرجعوا على الملك باللوم و العيب. فقال: أخلصوا نياتكم للّه جل و عز و تضرعوا إليه، ففعلوا، و نذر أنوشروان إن نجاه اللّه جل ذكره ليصدقن بخراج سبع سنين. قال: فرفعت له جزيرة تعلوها الأمواج و فوق الجزيرة أسد في عظم جبل يتشرب الماء مؤخره و ينحط من فيه إلى ذلك‌

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 99
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست