responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 100

الدردور، فبينا هم كذلك إذ بعث اللّه جل جلاله سمكة عظيمة فطفرت حتى صارت في فيه الأسد، فسكن الدردور و نفذت السفينة حتى وصل إلى ما أراد ثم انصرف إلى دار مملكته.

حماد قال: حدثني أبي قال: قال الأعشى في مدحه إياس بن قبيصة و ذكره مسير إلى الروم حيث لقيه كسرى أبرويز بساتيدما، و هو جبل يزعم أهل العلم أنه دون الجبال و أنه لا بد من أن يراق عليه دم كل يوم. قال الواقدي: بل هو محيط بالدنيا، و زعموا أنه ليس في الأرض يوم إلا و يسفك عليه دم، و إنما سمي بساتيدما معناه سيأتي دما، فكان من خبر إياس بن قبيصة أن كسرى أبرويز كان رجلا سيئ الظن و أنه بعث شهربراز إلى الروم في جيش عظيم فأعطي من الظفر ما لم يعط أحد كان قبله، و هو الذي أصاب خزائن الملك التي كانت تسمى كنج بادآورده، أي الكنز الذي جاءت به الريح، و كانوا حملوها ليحرزوها، فضربتها الريح في الجزر من خليج البحر فأخذها و بعث بها إلى كسرى، فحسده كسرى و حذره و بعث إليه برجل تقدم إليه في قتله، و كان الذي أتاه رجل من أهل أذربيجان، فلما رأى جماله و هيئته قال: لا يصلح قتل هذا في غير جرم و لا حق، فأخبره بما أمره به، فأرسل شهربراز إلى قيصر: إني أريد أن ألقاك. فالتقيا، فقال له: إن هذا الخبيث قد أراد قتلي و إني و اللّه لأريدن منه مثل الذي أراد مني، فاجعل لي ما أطمئن إليه و أعطيك مثل ذلك، و لئن قتلته لتجعلن لي ما أغلب عليه من الكور [1] و أجعل لك أن لا أغزوك أبدا و لا أتناول شيئا من أرضك و أن أعطيك من بيوت أموال كسرى مثل ما تنفق في مسيرك هذا، فأعطاه قيصر ما سأل، و سار قيصر في أربعين ألف مقاتل و خلف شهربراز في أرض الروم و قد أخذ منه العهود و المواثيق، و لم يعلم كسرى بذلك حتى دنا منه قيصر، فلما بلغه ذلك علم أن شهربراز علم بما كان دبره من قتله، و كانت جنوده قد تفرقت في السواد و غيرها، و كان كسرى قد أبغضه أهل مملكته و ملوه و عرف حاله عند الناس، فاحتال بحيل الرجال و استعمل المكر و الدهاء فبعث إلى قس عظيم من النصارى يثق ملك الروم بقوله فقال: إني أكتب معك كتابا لطيفا في حرير و أجعله في قناة إلى شهربراز و جائزتك علي ألف دينار، و قد عرف كسرى أن القس يذهب بالكتاب إلى الروم، فكتب إلى شهربراز:

إني كتبت إليك و قد دنا قيصر مني و قد أحسن اللّه جل و عز إلى بصنيعك و نفوذ تدبيرك و قد فرقت لهم الجيوش و أنا تاركه حتى يدنو مني و أثب عليه وثبة أستأصل شأفته‌ [2] بها، و إذا كان ذلك اليوم و هو يوم كذا و كذا فأغر أنت علي من قبلك منهم فإنك تبيدهم و تهلكهم، و أرجوا أن


[1] الكور: جمع كورة و هي المدينة.

[2] شأفته: الشأفة قرحة تخرج في القدم، و قيل: أسفل القدم، و في الدعاء: استأصل اللّه شأفتهم، و ذلك أن الشأفة تكوى فتذهب.

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست