responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 98

أعدّ لها لمّا استجارت بقربه # غذاء من البان اللّقاح الغرائز

و أسمنها حتّى إذا ما تملأت # فرته بأنياب لها و أظافر

فقل لذوي المعروف هذا جزاء من # يجود بمعروف إلى غير شاكر

قيل: و أصاب أعرابي جرو ذئب فاحتمله إلى خبائه و قرب له شاة فلم يزل يمتص من لبنها حتى سمن و كبر ثم شد على الشاة فقتلها، فقال الأعرابي:

غذتك شويهتي و نشأت عندي # فما أدراك أنّ أباك ذيب

فجعت نسيّة و صغار قوم # بشاتهم و أنت لهم ربيب

إذا غلبت طباع الشّر فيه # فليس غيرها فيه نصيب‌

و يروى: نشأت مع السخال و أنت جرو.

و يضرب المثل بسنمار، و كان بني للنعمان بن المنذر الخورنق فأعجبه فكره أن يبني لغيره مثله فأمر به فرمي من أعلاه حتى مات، فقيل فيه:

جعزتنا بنو سعد بحسن بلائنا # جزاء سنمّار و لم يك ذا ذنب‌

و يروى: و ما كان ذا ذنب، و في المثل: سمن كلبك يأكلك. و قال بعضهم:

و إني و قيسا كالمسمّن كلبه # فخدّشه أنيابه و أظافره‌

محاسن الدهاء و الحيل‌

ذكروا أنه لم يكن في ملوك العجم أدهى من كسرى أنوشروان، و أن الخزر كانت تغير في سلطان فارس حتى تبلغ همذان و الموصل، فلما ملك أنوشروان كتب إلى ملكهم فخطب ابنته على أن يزوجه أيضا ابنته و يتوادعا و يتفرغا إلى سائر أعدائهما، فأجابه إلى ذلك، و عمد أنوشروان إلى جارية من جواريه نفيسة فزفها إلى صاحب الخزر و أهدى معها ما يشبه أن يهدى مع بنات الملوك و زف صاحب الخزر إلى أنوشروان ابنته، فلما وصلت إليه قال لوزرائه: اكتبوا إلى صاحب الخزر لو التقينا و أكدنا المودة بيننا، فأجابه إلى ذلك و وعده موضع الدرب، فالتقيا فكانا يخلوان في لذاتهما، ثم إن أنوشروان أمر قائدا من قواده أن يختار ثلاثمائة رجل من أشد أصحابه فإذا هدأت العيون أغار في ناحية من عسكر الخزر، ففعل ذلك فلما أصبح بعث إليه صاحب الخزر: ما هذا ينهب عسكري البارحة؟فأنكر ذلك و قال: لم تؤت من قبلي. فأمهله أياما ثم عاد إلى مثلها، ففعل ذلك ثلاث مرات في كل ذلك يعتذر إليه أنوشروان و يسأله البحث فيبحث فلا يقف على شي‌ء، فلما طال ذلك دعا صاحب الخزر بقائد من قواده و أمره بمثل‌

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست