نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم جلد : 1 صفحه : 97
فعند الشّاكرين لها جزاء # و عند اللّه ما كفر الكفور
قال بعضهم: ما أنعم اللّه على عبد نعمة فشكر ذلك إلا لم يحاسبه على تلك النعمة، و قال بعض الحكماء: عند التراخي عن شكر المنعم تحل عظائم النقم.
قيل: و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، كثيرا ما يقول لعائشة، رضي اللّه عنها: «ما فعل بيتك أو بيت اليهودي؟» فتقول:
يجزيك أو يثني عليك و إنّ من # أثنى عليك بما فعلت كمن جزى
فيقول صلى اللّه عليه و سلم: «قد صدقت يا عائشة إن اللّه جل و عز إذا أجرى لرجل على يدي رجل خيرا فلم يشكره فليس للّه بشاكر»
قيل و قيل لذي الرمة: لم خصصت بلال بن أبي بردة بمدحك؟فقال: لأنه وطأ مضجعي و أكرم مجلسي فحق لكثير معروفه عندي أن يستولي على شكري.
و منهم من يقدم ترك مطالبة الشكر و ينسبه إلى مكارم الأخلاق، من ذلك ما قاله بزرجمهر: من انتظر بمعروفه شكرا فقد استدعى عاجل المكافأة.
و قال بعض الحكماء: كما الكفر أن الكفر يقطع مادة الإنعام فكذلك الاستطالة بالصنيعة تمحق الأجر. و قال علي بن عبيدة: من المكارم الظاهرة و سنن النفس الشريفة ترك طلب الشكر على الإحسان و رفع الهمة عن طلب المكافأة و استكثار القليل من الشكر و استقلال الكثير مما يبذل من نفسه.
مساوئ الشكر
قال بعض الحكماء: المعروف إلى الكرام يعقب خيرا و المعروف إلى اللئام يعقب شرا، و مثل ذلك المطر يشرب منه الصدف فيعقب لؤلؤا و تشرب منه الأفاعي فتعقب سما.
و قال سفيان: وجدنا أصل كل عداوة اصطناع المعروف إلى اللئام.
قيل: و أثار جماعة من الأعراب ضبعا فدخلت خباء شيخ منهم. فقالوا: اخرجها.
فقال: ما كنت لأفعل و قد استجارت بي. فانصرفوا، و كانت هزيلة فأحضر لها لقاحا فجعل يسقيها حتى عاشت، فنام الشيخ ذات يوم فوثبت عليه فقتلته، فقال شاعرهم في ذلك:
و من يصنع المعروف في غير أهله # يلاقي الّذي لاقى مجير أمّ عامر [1]