و قد يولد من بين الكلاب و الثعالب هذه الكلاب السلوقية الماهرة بالصيد.
و قيل: إنه يخرج من بين الذئب و الكلبة ولد يسمى الديسم، قال بشار [3] :
أ ديسم يا ابن الذّئب من نجل زارع # أ تروي هجائي سادرا غير مقصر
و زارع اسم كلب يعرف بزارع.
و زعموا أنه يخرج من بين الذئب و الضبع ولد يسمى السمع كالحية لا يعرف العلل و لا يموت إلا بعرض يعرض له و أنه أشد عدوا و أسرع من الريح، قال الشاعر:
مسبل في الحيّ أحوى رفلّ # فإذا يغزو فسمع أزلّ
و من عجائب التركيب فوالج البخت إذا ضربت في إناث البخت لم يخرج الحوار إلا قصير العنق لا ينال كلا و لا ماء، و إذا ضربت الفوالج في العراب جاءت هذه الجوامز و البخت الكريمة، و متى ضربت فحول العراب في إناث البخت جاءت هذه الإبل القبيحة المنظر.
و قد قيل في الإبل: إن فيها عرقا من سفاد الجن و إن فيها إبلا وحشية هي من بقايا إبل و بار، لما أهلكهم اللّه جل و عز بقيت إبلهم، و إن الجمل منها ربما صار إلى أعطان الإبل فضرب في ناقة فتجيء منه هذه المهريّة و العسجدية التي تسمى الذهبية.
و زعموا أن ببلاد الحبشة ذكر الضباع يعرض للناقة من الوحش فيسفدها [4] فتلقح بولد على خلقة الناقة و الضبع، فإن كان أنثى يعرض لها الثور الوحشي فيضربها فيصير الولد زرافة و يسمى بالفارسية اشترگاوپلنگ ، أي خرج من بين الجمل و الثور و الضبع، و قد جحد الناس أن