رأيت أبا عثمان يبذل عرضه # و خبز أبي عثمان في أكرم الحرز
يحنّ إلى جاراته بعد شبعه # و جاراته غرثى [1] . تحنّ إلى الخبز
و لآخر:
ما كنت أحسب أنّ الخبز فاكهة # حتى نزلت على عوف بن خنزير
الحابس الرّوث في أعفاج بغلته # بخلا على الحبّ من لقط العصافير
و لغيره:
نوالك دونه خرط القتاد # و خيرك كالثّريّا في البعاد
ترى الإصلاح صومك لا لنسك # و كسرا للرّغيف من الفساد
أرى عمر الرّغيف يطول جدا # لديك كأنّه من قوم عاد
اللّؤم منك على الطّعام طباع # فعيال بيتك ما حييت جياع
و إذا يمرّ بباب دارك سبائل # هرّت عليه نوابح و سباع
و على رغيفك حيّة مسمومة # و على خوانك عقرب و شجاع
يا تارك البيت على الضّيف # و هاربا منه من الخوف
ضيفك قد جاء بزاد له # فارجع فكن ضيفا على الضّيف
إذا اشتهى الضّيف طبيخ الشّتا # أتاه بالشّهوة في الصّيف
و إن دنا المسكين من بابه # شدّ على المسكين بالسّيف
يكتب بالحبر على خبزه # و اللّه لا يأكله الجار
و يسأل الخادم من بخله # أيّ رغيف فيه آثار
و يختم القدر على أهله # و يشعب العظم بمسمار
و الماء في منزله طرفة # يشربه النّاس بمقدار
أرى ضيفك في الدّار # و كرب الموت يغشاه
على خبزك مكتوب # سيكفيكهم اللّه
[1] غرثى: الغرث أسهل الجوع يقال للذكر غرثان و للأنثى غرثى.