و لآخر:
لأبي نوح رغيف # أبدا في حجر دايه
أبدا يمسحه الدّهـ # ر بكمّ و وقايه
و له كاتب سرّ # خطّ فيه بعناية
فسيكفيكهم اللّه # إلى آخر آيه
الخبز يبطئ حين يدعو به # كأنّه يقدم من قاف
و يمدح الملح لأصحابه # يقول هذا ملح سيراف
سيّان أكل الخبز في داره # و قلع عينيه بخطّاف
فتى لا يغار على عرسه # و لكن يغار على خبزه
فمنه يد الجود مقبوضة # و كفّ السّماحة في عجزه
يصونون أثوابهم في التّخوت # و أزواجهم يخترقن السّكك
ينحّون من رام رغفانهم # و يدنون من رام حلّ التّكك
و لو أنّ الذّباب تراء يوما # عدت غرثى لصحفته تروم
لنادى في العشيرة أدركوني # ألا أين القماقم و القروم
فيا ويل الذّباب إن ادركوه # و في الهيجا عدوّهم سليم
أمّا الرّغيف لدى الخوا # ن فمن كريمات الحرم
ما إن يجسّ و لا يمـ # سّ و لا يذاق و لا يشم
فتراه أخضر يابسا # بالي النّقوش من الهرم
أتينا أبا طاهر مفطرين # إلى رحله فرجعنا صياما
و جاء بخبز له حامض # و قلت دعوه و موتوا كراما
و عن حذيفة بن محمد الطائي قال: قال الرشيد: لا أعرف لمولّد أهجى من قول أبي نواس: