responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 101

تكون لملك قيصر مصطلما. فخرج القس بالكتاب حتى لقي قيصر، و قد كانت صورت لقيصر أرض العرب و العراق و صورت له النهروان بغير حين المد، فلما انتهى إليه في المد و ليس عليه جسر و قرأ الكتاب من يد القس و قال: هذا هو الحق، و رجع منهزما مفلولا و أتبعه كسرى بإياس بن قبيصة الطائي فأدركهم بساتيدما مرعوبين مفلولين من غير لقاء و لا قتال، فقتلوا قتل الكلاب و نجا قيصر في خواص من أصحابه، فمدح الأعشى إياس بن قبيصة و كان قد أصابه مرض فقال:

ما تعيف اليوم في الطّير الرّوح # من غراب البين أو تيس برح

جالسا في نفر قد أيسوا # في مقيل القدّ من صحب قزح‌

قال ابن الأعرابي و سأله حماد عن قوله: ما تعيف اليوم في الطير الروح؟فقال: تطير الأعشى من مرض إياس إلى الزجر و الفأل فقال لنفسه ما تعيف منه، أي ما تكره منه، و هو آخر أمره إلى السلامة، فرجع قيصر و قد اتهم شهربراز فلم يزل به حتى أمكنته الفرصة منه قتله و عامة رجاله و أفناهم.

قيل: و لما تشاغل عبد الملك بن مروان بما قتلة مصعب بن الزبير اجتمع وجوه الروم إلى ملكهم و قالوا له: قد أمكنتك الفرصة من العرب فقد تشاغل بعضهم ببعض و وقع بأسهم بينهم فالرأي أن تغزوهم في بلادهم فإنك تذلهم و تنال حاجتك منهم، فنهاهم عن ذلك فأبوا عليه إلا أن يفعل، فلما رأى ذلك دعا بكلبين فأرّش بينهما فاقتتلا قتالا شديدا ثم دعا بثعلب فخلاه بينهما، فلما رأى الكلبان الثعلب تركا ما كانا فيه و أقبلا على الثعلب حتى قتلاه، فقال ملك الروم: هكذا العرب تقتتل بينها فإذا رأونا و هم مجتمعون تركوا ذلك و أقبلوا علينا، فعرفوا صدقه و رجعوا عما كانوا عليه.

و عن بكار بن ماهويه قال: قال كسرى أبرويز لمنجمه: كيف يكون أجلي؟فقيل له: تقتل.

فقال: و اللّه لأقتلن قاتلي!فأمر بسم فخلط في أدوية و كتب عليه: هذا دواء الجماع من أخذ منه وزن كذا جامع كذا مرة، و صيره في خزانة الطب، فلما قتله ابنه شيرويه فتش خزانة أبيه فمر بذلك السم فقال في نفسه: بهذا كان يقوى أبي على الجماع و على شيرين و غيرها، فأخذ منه فمات من ساعته.

و عن الهيثم عن ابن عياش قال: كان الحجاج حسودا لا تتم له صنيعة حتى يفسدها، فوجه عمارة بن تميم اللخمي إلى عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فظفر به و صنع به ما صنع و رجع إلى الحجاج بالفتح فلم ير منه ما أحب و كره منافرته، و كان عاقلا رفيقا، فجعل يترفق به و يداريه و يقول: أنت أيها الأمير أشرف العرب فمن شرفته شرف و من وضعته اتضع و ما ينكر

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست