نام کتاب : القول الرشيد في الاجتهاد والتقليد - تقريرات نویسنده : العلوي، السيد عادل جلد : 2 صفحه : 90
و الظاهر أنّ هذه العناوين و المصاديق إنّما هي من سجايا الأخلاق الطيّبة، و المروّة بهذه المعاني تطرح في علم الأخلاق، و هي غير ما اصطلح عليها الفقهاء، فإنّهم فسّروها بالتجنّب عن الأُمور الدنيّة أو عمّا لا يليق بأمثاله من المباحات، أو عمّا يسقط العزّة عن القلوب، أو ما يدلّ على عدم الحياء و قلّة المبالاة بمحاسن الأخلاق كالأكل في السوق لغير السوقي. أو ما تنفر منه الطباع عادة و تختلف باختلاف الأشخاص و الأزمنة و الأمكنة. أو ما تدلّ على عدم مبالاة مرتكبها بالدين. أو بما يدلّ على أنّه سفيه ضعيف العقل لا يعرف الحسن من القبيح، أو ماجن و قيح لا يبالي بما يقال فيه و لا يلتزم بالحسن و القبح [1].
و فسّرها صاحب الحدائق: باتّباع محاسن العادات و اجتناب مساويها و ما ينفر عنه النفس من المباحات، و يؤذن بدناءة النفس كالأكل في الأسواق و البول في الشوارع و كشف الرأس في المجامع و تقبيل الزوجة أو الأمة في المحضر، و لبس الفقيه لباس الجندي و المضايقة في اليسير الذي لا يناسب الفقيه.
و محاسن العادات و مساويها تختلف باختلاف الأقوام و الأعصار و البلاد، كما في سيرة النبيّ (صلّى اللَّه عليه و آله) مع أهل بيته و تقبيل يد فاطمة الزهراء (سلام اللَّه عليها) و حمل الحسنين على ظهره و هو في الصلاة.
فربما ما ينافي العدالة لشخص لا ينافي الآخر، فما فعله النبيّ باعتبار أنّه