معاملة المؤمنين لا المنافقين حتّى يقال: إنّهم (عليهم السلام) كانوا يعاملون مع المنافقين أيضا معاملة المؤمنين، كما يدلّ عليه رواية عيسى القمّي الدالّة على أمر الإمام (عليه السلام) أوّلا بمحبّة أبي الخطّاب ثمّ أمره بلعنه و غيرها.
الخامس
[الخامس: الفرق بين مراتب المكلّفين في الفهم غير سديد]
أنّ عدم الفرق بين مراتب المكلّفين في الفهم غير سديد، لأنّ إثبات عينيّة الصّفات أو إثبات التّجرّد و نفي الرّؤية و عدم صدور القبيح ليس شأن كلّ أحد، لغموض أدلّتها و نفس مسائلها، مع أنّا نعلم أنّ أصحاب الأئمة (عليهم السلام) بعد عهد بعيد كانوا في خدمتهم أيضا يستفهمون عن أمثال ذلك، كما يشير إليه حديث ذعلب [1] اليمانيّ.
أقول: و هو كما ذكره، و قد أشرنا إليه و سنشير بعد ذلك أيضا.
السّادس
[السادس: مثال في جماعة الحقيّة]
أنّ الشيخ روى في كتاب «الغيبة» عن الصاحب عليه الصلاة و السلام أنّ جماعة يقال لهم: الحقيّة، و هم الّذين يقسمون بحقّ عليّ عليه الصلاة و السلام لمحبتهم إيّاه، و لا يدرون حقّه و فضله، و هم يدخلون الجنّة.
فإنّ الظّاهر أنّ هؤلاء إمّا من مقلّدي الشّيعة أو من مقلّدي أهل السنّة، فلا وجه
[1] في الحاشية: بكسر الذّال و فتح الكلام على وزن درهم، كان رجلا بليغا في الخطاب شجاعا من أصحاب علي (عليه السلام) و هو الذي قال لعلي: هل رأيت ربك، فقال (عليه السلام): ويلك يا ذعلب ما كنت أعبد ربا لم أره.