نفس الأمر من شأنه إزالته، و هو قد يكون [1] ماهيّته معلوم [معلومة] لنا، و لكن قد وقع الشّك في حصوله. و قد يكون معلوما و يحصل الشّك في صدقه على الشيء الحاصل، و قد لا يكون لنا معلوما أصلا و يشكّ في حصوله أو في صدقه على شيء حاصل، و قد لا يكون ثابتا [2]، بل نشكّ في أنّ الشّيء الفلانيّ هل هو مزيل أم لا، و سيجيء أمثلتها.
و تارة من جهة حصول الحكم السّابق، فقد يثبت الحكم في الجملة [3] و لا يعلم شيء من الاستمرار و عدم الاستمرار أصلا، و قد يثبت الحكم مع الاستمرار في الجملة، و قد يثبت الحكم مع الاستمرار المقيّد الى غاية معيّنة.
و اختلف كلام القوم في حجّيته و عدمها في المقامات الثلاث [4].
قال العضدي [5]: معنى استصحاب الحال أنّ الحكم الفلانيّ قد كان و لم يظنّ عدمه، و كلّ ما هو كذلك فهو مظنون البقاء.
[الاختلاف في صحة الاستدلال به]
و قد اختلف في صحّة الاستدلال به لإفادته ظنّ البقاء و عدمها لعدم إفادته إيّاه.
[1] اي المزيل الذي ثبت في نفس الأمر و شكّ في وجوده.
[4] من جهة الحال السّابق، و من جهة المزيل، و من جهة حصول الحكم السّابق.
[5] و كما في «شرح مختصر الأصول» 2/ 453، و كذا قال ابو الحسين في «المعتمد»:
2/ 325، ذهب قوم من أهل الظّاهر و غيرهم الى الاحتجاج بذلك. و ذكر الآمدي في «الإحكام» 2/ 367: قد اختلف فيه، فذهب أكثر الحنفية و جماعة من المتكلّمين كأبي الحسين البصري و غيره الى بطلانه، و من هؤلاء من جوّز التّرجيح به لا غير، و ذهب جماعة من أصحاب الشّافعي كالمزني و الصّيرفي و الغزالي و غيرهم من المحقّقين الى صحة الاحتجاج به و هو المختار.