فأكثر المحقّقين كالمزنيّ [1] و الصّيرفيّ [2] و الغزاليّ [3]، على صحّته، و أكثر الحنفيّة على بطلانه [4]، فلا يثبت به [5] حكم شرعيّ.
و لا فرق عند من يرى صحّته بين أن يكون الثابت به نفيا أصليّا كما يقال فيما اختلف في كونه نصابا: لم يكن الزّكاة واجبة عليه و الأصل بقاؤه، أو حكما شرعيّا مثل قول الشافعيّة في الخارج من غير السبيلين: إنّه كان قبل خروج الخارج
[1] اسماعيل بن يحيى بن اسماعيل، ابو ابراهيم المزني (175- 264) نسبته الى مزينة (من مضر) صاحب الامام الشافعي من اهل مصر و إمام الشافعيين، قال الشافعي فيه:
المزني ناصر مذهبي، و قال في قوّة حجته: لو ناظر الشيطان لغلبه. من كتبه «الجامع الكبير» و «الجامع الصغير» و «المختصر» و «الترغيب في العلم» راجع «وفيات الأعيان» 1/ 71، «فقه الشافعية» ص 257.
[2] محمد بن عبد اللّه الصّيرفي، أبو بكر (...- 330 ه) من أئمّة اصول الفقه و المتكلّمين الفقهاء من الشافعية، من أهل بغداد قال القفال الشاشي: كان الصيرفي من أعلم الناس بالأصول بعد الامام الشافعي، و قال الإسنوى: كان إماما في الفقه و الاصول، و اثنى عليه ابن السبكي، له مصنفات منها: «شرح رسالة الشافعي- في اصول الفقه» و «البيان في دلائل الأعلام على أصول الأحكام» في أصول الفقه، أيضا.
و من آرائه الأصولية القول بوجوب شكر المنعم، و قد وقعت بينه و بين الأشعري مناظرة في هذا الشّأن ذكرها ابن السّبكي.
توفي لثمان بقين من شهر ربيع الآخر، و قيل توفي بمصر في شهر رجب راجع «طبقات الشافعية الكبرى» 2/ 141، «طبقات الإسنوى» ص 256، «طبقات الفقهاء» ص 120، «العقد المذهب» ص 49.