و لا بدّ في تحرير محلّ النزاع و تحقيق المقام من تمهيد مقدّمة ينكشف بملاحظتها غواشي الأوهام، و هي: إنّ الفرق الواضح حاصل بين حالنا و حال أصحاب النبيّ (صلى الله عليه و آله) و الأئمة (عليهم السلام) في طريق فهم الأحكام و معرفتها و أخذها منهم (عليهم السلام) و من أحاديثهم، لأنّهم كانوا مشافهين لهم و مخاطبين بخطابهم، و عارفين بمصطلحهم، واجدين للقرائن الحاليّة و المقاليّة، عالمين لبعض الأحكام من الضّرورة و البداهة، آخذين ما لا يعلمونه من كلماتهم.
و كانوا قد يعلمون العموم و يشتبه عليهم الخصوصية في بعض الموارد و يسألون