و ردّ: بأنّه فرع أن يعرفه بصورته في اليقظة حتّى يصدق عليه أنّه رآه، فلا يتمّ الإطلاق.

و أجيب: بأنّه ورد أنّه رأى أحد رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) في المنام في زمان مولانا الرّضا (عليه السلام) فقال (عليه السلام): هو رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) «من رآه فقد رآه» [1]. و من المعلوم أنّ الرّائي لم يره (صلى الله عليه و آله).

و يدفعه: أنّ كثيرا ما نرى في المنام صورتهم، و يظهر في اليقظة أنّه كان عالما صالحا تروئي بصورته إظهارا لجلالته، كما في حكاية رؤيا المفيد (رحمه اللّه) حيث رأى في المنام فاطمة الزهراء (صلوات اللّه عليها) و الحسنين (عليهما السلام) معها قالت له في المنام:

يا شيخ علّمهما الفقه‌ [2]، فجاءت في يومه والدة السيّدين المرتضى و الرضيّ‌

- (عليه السلام) أنّه قال: و لقد حدثني أبي عن جدي عن أبيه (عليهم السلام) أن رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) قال: من رآني في منامه فقد رآني لأنّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي و لا في صورة أحد من أوصيائي و لا في صورة واحد من شيعتهم، و انّ الرّؤيا الصّادقة جزء من سبعين جزأ من النبوّة. و كما في «من لا يحضره الفقيه» أيضا ج 2 ص 350 ب 217 ح 33. و قال في البحار: لعل المراد بالشيعة هو الخلّص منهم كسلمان و أبي ذرّ و عمّار و أمثالهم.

[1] كما رواها الصدوق في «الامالي» و «العيون» عن محمد بن ابراهيم الطالقاني عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن الرضا (عليه السلام) انّه قال له رجل من أهل خراسان يا بن رسول اللّه، رأيت رسول (صلى الله عليه و آله) في المنام كأنّه يقول لي: كيف أنتم اذا دفن في أرضكم بضعتي، و استحفظتم وديعتي و غيّب في ثراكم نجمي. فقال له الرضا (عليه السلام):

أنا المدفون في أرضكم و أنا بضعة من نبيّكم و أنا الوديعة و النجم ألا فمن زارني و هو يعرف ما أوجب اللّه تبارك و تعالى في حقي و طاعتي فأنا و آبائي شفعاؤه يوم القيامة و من كنّا شفعاؤه يوم القيامة نجا و لو كان عليه مثل وزر الثقلين الأنس و الجنّ. انتهى.

رزقنا اللّه شفاعته في الآخرة و زيارته و خدمته في الأولى انّه سميع مجيب.

[2] كما في كتاب «دار السّلام» للنّوري و نقله عن ابن ابي الحديد في «شرح نهج البلاغة» عن فخّار بن معد الموسوي. و لكن ليس في عبارة السيدة الزهراء (عليها السلام) يا شيخ.