عنه (صلى الله عليه و آله) داخل في الحديث. و أمّا نفس الحديث القدسي [1] فهو خارج عن السنّة و الحديث و القرآن. و الفرق بينه و بين القرآن، أنّ القرآن هو المنزل للتحدّي و الإعجاز، بخلاف الحديث القدسي [2].
و قد يعرّف الحديث [3] بأنّه: قول المعصوم (عليه السلام) أو حكاية قوله أو فعله أو تقريره، ليدخل فيه أصل الكلام المسموع عن المعصوم (عليه السلام). و الأنسب بقاعدة النقل هو عدم الدّخول لكون كلامه (عليه السلام) في الأغلب أمرا أو نهيا، بخلاف حكايته، فإنّه دائما إخبار.
و نفس الكلام المسموع هو الذي يسمّونه بالمتن، و متن الحديث مغاير لنفسه [4].
[1] الحديث القدسي: هو الكلام الصادر من الخالق تعالى حكي عن أحد أنبيائه و أوصيائه عليهم الصلاة و السلام، مثل ما روي من قوله تعالى: الصوم لي و أنا أجزي به.
و ما روي أيضا: من أنّه تعالى أوحى الى نبي انّه قل لقومك لا تلبسوا ملابس أعدائي و لا تأكلوا ما أكل أعدائي و لا تشاكلوا ما شاكل به أعدائي فتكونوا أعدائي كما هم اعدائي. و اعلم انّ منها ما اتصل الى أحد الانبياء أو الائمة عليهم الصلاة و السّلام بأن يحكيها عن اللّه تعالى نبي أو امام، و منها ما لا يتصل الى أحد الأئمة و الأنبياء، بل حكاها العلماء مرسلة. و كلام المصنّف حول القسم الأول.
[2] قال في «مجمع البحرين» 6/ 371: و مما يفرق بين القرآن و الحديث القدسي انّ القرآن مختص بالسماع من الروح الأمين و الحديث القدسي قد يكون إلهاما أو نفثا في الروع و نحو ذلك. و انّ القرآن مسموع بعبارة بعينها و هي المشتملة على الإعجاز بخلاف الحديث القدسي.