جئني برجل. فكما أنّ للنكرة إطلاقين قد مرّ بيانهما [1]، فكذلك للعهد الذّهني المساوق لها في المعنى.
و الحاصل، أنّ المراد به المعهود الذّهني، سواء قلنا باشتراك المعرّف باللّام بين المعاني الأربعة [2] و يعيّن ذلك بالقرينة، أو قلنا بكونه حقيقة في الجنس و استعمل هنا في الفرد حقيقة من باب إطلاق الكلّيّ على الفرد مع قطع النظر عن الخصوصيّة، فإنّ استعمال الكلّيّ في الفرد و إن كان على سبيل المجاز أيضا، فهو من باب استعمال العامّ المنطقيّ في الخاصّ، لا العامّ الأصوليّ، و كيف كان فهو خارج عن المبحث.
احتجّ مجوّزوه الى الثلاثة و الاثنين: بما قيل في الجمع، و أنّ أقلّه ثلاثة أو اثنان [3].
و فيه: منع واضح، إذ لا ملازمة بين الجمع و العامّ في الحكم.
و قد يوجّه بأنّ العامّ إذا كان جمعا كالجمع المعرّف باللّام، فيصدق على الثلاثة و الاثنين، و لا قائل بالفصل [4].
و فيه: أنّ من ينكر التخصيص الى الواحد و الاثنين و الثلاثة، لا يسلم ذلك في الجمع المعرّف باللّام أيضا.
و حجّة التفصيل مع جوابه: يظهر بالتأمّل فيما ذكر و ما سيجيء.
[1] بيان الاطلاقين للنكرة، أحدهما: هو كونها معيّنا عند المتكلّم المبهم عند المخاطب نحو: جاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ، و ثانيهما: المبهم عند المتكلّم أيضا ك: جئني برجل.
[2] و هي الجنس و الاستغراق و العهد الخارجيّ و الذّهني.