أقول: و في أوضاع الحجّتين و الجوابين مع ملاحظة ما قرّروه في باب التعادل و التّرجيح تشويش و اضطراب. و ذلك لأنّهم ذكروا في باب التعادل، أنّ تعادل الأمارتين [1] و تساويهما من جميع الوجوه، يوجب التخيير أو التساقط، و الرّجوع الى الأصل أو التوقّف على اختلاف الآراء، و أنّ ذلك إنّما هو بعد فقد المرجّحات و عدم إمكان الجمع بين الدليلين. و كأنّه لا خلاف بين العلماء في وجوب الجمع بين الدّليلين مع الإمكان، و أنّ التخيير و غيره من الأقوال إنّما هو بعد فرض عدم الإمكان. و ممّن صرّح بكون ذلك إجماع العلماء، الفاضل ابن الجمهور [2] في «عوالي اللّئالئ»، حيث قال بعد ذكر مقبولة عمر بن
[1] و مرادهم تعادلهما في المرجّحات السنديّة التي نص عليها في الأخبار العلاجية.
و الكلام فيما نحن فيه من جهة المرجّحات الدلالية و عدمها، فما نحن فيه في مقام الصغرى، و مسألة التعادل في مقام الكبرى.
[2] قد يطلق ابن جمهور على ابي الحسن على بن محمد بن جمهور صاحب كتاب الواحدة المعروف و أما المقصود هنا هو الشيخ الشمس الدين محمد بن عليّ بن إبراهيم بن الحسن بن أبي جمهور الاحسائي و يطلق عليه ابن جمهور. في «رياض العلماء» يطلق في الأغلب على شمس الدين بن علي بن ابراهيم بن أبي جمهور كذا بخطه على ظهر بعض مؤلّفاته.
و هو فقيه متكلم محدّث معاصر للكركي و تلميذ لعلي بن هلال الجزائري ذو فضائل جمّة لكن التصرّف الغالي المفرط قد أبطل حقه كما قال من ترجم له. و قد ذكره الاسترآبادي في «الفوائد المدنية» و المجلسي في اجازات «البحار» و الحر العاملي في موضعين من «أمل الآمل». له مؤلّفات منها: كتاب «غوالي اللئالي»- و «نثر اللّئالى»- و «المجلي في مرآة المنجي» في العرفان و الاخلاق- و «معين الفكر» في شرح الباب الحادي عشر.