ثم الظاهر ان المراد بالاعلم الاقوى ملكة لا الازيد معلوما كما يستعمل فيه هذا اللفظ احيانا لان الاول هو الاظهر عرفا مع انه المناسب لذكر الافقه فى بعض (اخبار) المسألة و قد ورد «انتم افقه الناس اذا عرفتم معانى كلامنا» [1] و هو مقتضى بناء العقلاء.
و ما ذكروه من الاستدلال بقوة الظن و لو فرض قوة ملكة احدهما فى بعض المسائل كالعبادات و قوة ملكة الآخر فى الآخر فالاقرب التبعيض و التخيير و لو بعد [2] دار الامر بين الظن بقول الاعلم و القطع بقول غيره فان كان الظن مما قام على حجيته دليل من اجماع او سيرة او غيرهما تعين الاخذ بفتوى الاعلم و ان لم يكن له مستند خاص تعين تقليد غيره.
و يثبت الاعلمية بما يثبت به الاجتهاد و الاحوط بل الاقوى هنا العمل بكل ظن لعدم استقلال (العقل) بالتخيير مع الظن و لو كان قول غير الاعلم مفيدا للظن بالواقع و قول الاعلم غير مفيد له، ففى التعيين او التخيير وجوه:
و لو تساوى المجتهدان فى العلم و اختلفا فى الورع فالظاهر ان المشهور تقديم الاورع بل حكى عليه المحقق الثانى الاجماع فى مسئلة تقليد الميت و قرنه بالاعلم فى دعوى الاجماع و هو الظاهر من المقبولة و يؤيده ما ورد فى انه لا يحل الفتيا الا لمن كان اتبع اهل زمانه برسول الله- صلى الله عليه و