دل على نفى التعذيب قبل تبليغ الرسول، حتى فيما يستقل به العقل و انتفاء العذاب يكشف عن عدم الحكم.
و فيه اولا- ان الظاهر من الآية سيما بملاحظة سياقها انتفاء العذاب الدنيوى قبل بعث الرسول و هو كذلك، لان الظاهر انه مما يترتب على تكذيب الرسل مع ان الآية قابلة للتخصيص بما لا يستقل فيه العقل لاجل ما ذكرنا من الدليل كيف و استقلال العقل باستحقاق الثواب و العقاب على بعض الافعال مما لا مجال لانكاره كما ذكرنا سابقا.
و قد يجاب عن الآية بوجوه أخر مثل ان الرسول اعم من الظاهر و الباطن و ان بعث الرسول كناية عن مطلق التبليغ من باب ذكر المقيد و ارادة المطلق لغلبة تحقق ذلك المطلق فى ضمن هذا المقيد، كما فى قوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَ ذَرُوا الْبَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» [الجمعة: 9]
حيث ان السعى يجب بدخول الوقت لابتداء المنادى، و ان الآية انما يدل على نفى تحقّق العذاب فعلا قبل البعث فلا ينافى ثبوت الاستحقاق مع البيان