و الذي يلاحظ في مثل هذه المواقف أن الهجرة تعتبر نصرا للدين الجديد و للرسول الداعي و ذلك هو الواضح كل الوضوح من قصص موسى و محمد عليهما السلام. و تكون عاقبة المتخلّفين في بعض الأحوال الهلاك و الدمار و ذلك هو الوضع الذي يقرّره قصص كثير من قصص القرآن من مثل أحوال قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح أو قوم لوط.
و ذلك الوضع هو الذي قصّه شعيب و صوره القرآن وَ يََا قَوْمِ لاََ يَجْرِمَنَّكُمْ شِقََاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مََا أَصََابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صََالِحٍ وَ مََا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ[2] .
(2) و إما أن ينتصر الرسول فيسود الدين الجديد و تنشر المبادئ و تلك هي الأحوال التي صوّرت كثيرا في القصص القرآني و تلك هي الأحوال التي تشير إليها الآيات القرآنية الكريمة الخاصة بالنصر و التي نستطيع أن نختار منها قوله تعالى وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنََا لِعِبََادِنَا اَلْمُرْسَلِينَ*`إِنَّهُمْ لَهُمُ اَلْمَنْصُورُونَ*`وَ إِنَّ جُنْدَنََا لَهُمُ اَلْغََالِبُونَ*`فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتََّى حِينٍ* `وَ أَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ[3] . و قوله إِنََّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنََا وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا فِي اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا وَ يَوْمَ يَقُومُ اَلْأَشْهََادُ*`يَوْمَ لاََ يَنْفَعُ اَلظََّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اَللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ اَلدََّارِ[4] و قوله ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنََا وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا كَذََلِكَ حَقًّا عَلَيْنََا نُنْجِ اَلْمُؤْمِنِينَ[5] .
على أن هذا النصر لا يتم في سهولة و يسر إذ دونه عقبات لا بد من تخطّيها و أزمات نفسية لا بد من القضاء عليها.