نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 6 صفحه : 95
و حج بالناس غير مرة [......] [6] و صنع بمكة مآثر حسنة، منها: أنه اشترى من عقيل بن أبى طالب، دار خديجة بنت خويلد، زوج النبى (صلى اللّه عليه و سلم)، التى بنى بها فيها النبى (صلى اللّه عليه و سلم)، و ولدت فيها أولادها من النبى (صلى اللّه عليه و سلم)، و ماتت فيها، و هى الموضع المعروف قديما بزقاق العطارين بمكة، و تعرف الآن بمولد فاطمة، و جعلها معاوية مسجدا. و دام معاوية فى الخلافة حتى مات.
و اختلف فى مقدار مدة إمرته بالشام و خلافته، فقيل: كان أميرا عشرين سنة، و خليفة عشرين سنة، و ثمانية و عشرين يوما، قاله ابن إسحاق. و قيل: كانت خلافته تسع عشرة سنة و نصفا، قاله الوليد بن مسلم. و قيل: كانت خلافته تسع عشرة سنة، و ثلاثة أشهر، و عشرين يوما، حكاه ابن عبد البر، و لم يبين قائله. و قال: إن إمرته بالشام كانت نحوا من عشرين سنة.
و اختلف فى وفاته، فقيل: سنة ستين من الهجرة فى رجب، قاله ابن إسحاق، و الليث ابن سعد، و الوليد بن مسلم، و اختلف فى تاريخها من رجب فقيل: فى النصف منه، قاله ابن إسحاق، و قيل: لأربع ليال بقين منه، قاله الليث بن سعد. و قيل: إنه توفى سنة تسع و خمسين، يوم الخميس لثمان بقين من رجب، ذكره ابن عبد البر، و لم يعزه، و كذلك المزى.
و اختلفوا فى سنه، فقيل: كان ابن ثمان و سبعين، و قيل: ابن ست و ثمانين، ذكرهما ابن إسحاق، و قيل ابن ثلاث و ثمانين سنة، حكاه ابن عبد البر، من جملة قول من قال:
إنه توفى سنة تسع و خمسين. و اتفقوا على أنه توفى بدمشق، و قبره بها مشهور [.......] [7]:
فهل من خالد إما هلكنا* * * و هل بالموت يا للناس عار
و لما حضره الموت، قال لابنه يزيد: إنى صحبت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فخرج لحاجته، فتبعته بإدواة، فكسانى أحد ثوبيه الذى كان يلى جلده، فخبأته لهذا اليوم، و أخذ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) من أظفاره و شعره ذات يوم، فأخذته و خبأته لهذا اليوم، فإن أنا مت، فاجعل ذلك القميص دون كفنى مما يلى جلدى، و خذ ذلك الشعر و الأظفار، فاجعله فى فمى،