responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 6  صفحه : 94

و لما رأى أهل الشام ضعفهم عن أهل العراق، نصبوا المصاحف على الرماح، و سألوا الحكم بما فيها، و أجابهم علىّ رضى اللّه عنه إلى ذلك، و اتفق الحال على تحكيم حكمين، أحدهما من جهة علىّ، و الآخر من جهة معاوية، و أن الخلافة تكون لمن يتفق عليه الحكمان، و تحاجزوا عن القتال.

ثم إن عليا رضى اللّه عنه، أتى بأبى موسى الأشعرى حكما، و ندب معاوية، عمرو ابن العاص حكما، و مع كل من الحكمين طائفة من جماعته، و اجتمعوا بدومة الجندل، على عشرة أيام من دمشق، و عشرة من الكوفة، فلم يبرم أمر، لأن عمرا خلى بأبى موسى الأشعرى و خدعه، بأن أو همه أنه يوافقه على خلع الرجلين، على و معاوية، و تولية الخلافة لعبد اللّه بن عمر بن الخطاب، على ما قيل: و كان عند أبى موسى ميل إلى ذلك، و قرر عمرو مع أبى موسى، أنه يقوم فى الناس، و يعلمهم بخلعه لعلى و معاوية، ثم يقوم عمرو بعده و يصنع مثل ذلك، و لو لا ما لأبى موسى من السابقة فى الإسلام، لقام عمرو بذلك قبله. فصنع أبو موسى ما أشار إليه عمرو، ثم قام عمرو فذكر ما صنعه أبو موسى، و ذكر أنه وافقه على ما ذكر من خلع علىّ، و أنه أقر معاوية خليفة، و رجع الشاميون و فى ذهنهم أنهم حصلوا على شى‌ء، فبايعوا معاوية.

و بعث إلى مصر جندا، فغلبوا عليها، و صارت بين جنده و جند علىّ رضى اللّه عنه، فلما مات علىّ، ولى ابنه الحسن الخلافة بعده، و سار من العراق ليأخذ الشام، و خرج إليه معاوية لقتاله بمن معه من أهل الشام.

ثم إن الحسن رغب فى تسليم الأمر لمعاوية، على أن يكون له ذلك من بعده، و أن يمكنه مما فى بيت المال، ليأخذ منه حاجته، و أن لا يؤاخذ أحدا من شيعة علىّ بذنب، ففرح بذلك معاوية، و أجاب إليه، فخلع الحسن نفسه و سلم الأمر لمعاوية، و دخلا الكوفة، فقام الحسن فى الناس خطيبا، و أعلم الناس بذلك، فلم يعجب شيعته، و ذموه الناس لذلك، فلم يلتفت لقولهم، و حقق اللّه تعالى بفعل الحسن هذا، ما قاله فيه جده المصطفى (صلى اللّه عليه و سلم): «إن ابنى هذا سيد، و لعل اللّه أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين».

و لما سلم الحسن الخلافة لمعاوية، اجتمع الناس على بيعته، و سمى العام الذى وقع فيه ذلك، عام الجماعة، لاجتماع الأمة بعد الفرقة على خليفة واحد، و ذلك فى سنة إحدى و أربعين من الهجرة، و قيل فى سنة أربعين، و الأول أصح، على ما قال ابن عبد البر، و ذكر أن ذلك فى ربيع أو جمادى سنة إحدى و أربعين. و بعث معاوية بعد ذلك نوابه على البلاد، و له فى ذلك أخبار مشهورة، ليس ذكرها هاهنا من غرضنا.

نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد    جلد : 6  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست