نام کتاب : العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين نویسنده : الفاسي، محمد بن أحمد جلد : 6 صفحه : 96
و على عينى، و مواضع السجود منى، فإن نفع شىء، فذاك، و إلا فإن اللّه غفور رحيم.
و يقال: إنه لما نزل به الموت، قال: ياليتنى كنت رجلا من قريش بذى طوى، و أنى لم أنل من هذا الأمر شيئا.
و قال الليث: إنه أول من جعل ابنه ولى العهد خليفة بعده فى صحته.
قال ابن عبد البر: قال الزبير: هو أول من اتخذ ديوان الخاتم، و أمر بهدايا النيروز و المهرجان، و اتخذ المقاصير فى الجوامع، و أول من قتل مسلما صبرا حجرا و أصحابه، و أول من أقام على رأسه حرسا، و أول من قيدت بين يديه الجنائب، و أول من اتخذ الخدام الخصيان فى الإسلام، و أول من بلغ درجات المنبر خمس عشرة مرقاة [9]، و كان يقول: أنا أول الملوك. انتهى.
و من أولياته على ما فى كتاب الأزرقى: أنه أول من طيب الكعبة من بيت المال، و أجرى لها وظيفة الطيب عند كل صلاة، و أول من أجرى الزيت لقناديل المسجد الحرام، من بيت المال، و أول من خطب على منبر بمكة.
و قال أبو عبد رب: رأيت معاوية يصفر لحيته كأنها الذهب. و روى ابن وهب، عن مالك قال: قال معاوية: لقد نتفت الشيب، كذا و كذا سنة. قال النووى: و كان معاوية أبيض جميلا يخضب [..............] [10]
و كان معاوية نهاية فى الحلم و الدهاء، و له فى ذلك أخبار مشهور.
و من أخباره فى ذلك، ما ذكره الزبير فى كتابه قال: و حدثنى على بن صالح قال:
حدثنى أبو أيوب يحيى بن سعيد- من ولد سعيد بن العاص- عن عثمان بن عبد اللّه، عن معمر، عن الزهرى، قال: قدم المسور بن مخزومة على معاوية، قال: فلما دخلت و سلمت، قال لى: ما فعل طعنك على الأئمة يا مسور؟ قال: قلت: ارفضنا من هذا يا أمير المؤمنين، و أحسن فيما قدمنا له. قال: عزمت عليك لتخبرنى بذات نفسك، فو اللّه ما ترك شيئا كنت أعيبه عليه إلا عبته له. قال: فلما فرغت، قال: لا تبرأ من الذنب، فهل لك يا مسور ذنوب تخاف أن تهلك إن لم يغفرها اللّه عز و جل! قلت: نعم، فما يجعلك أحق أن ترجو المغفرة منى، و اللّه لما إلىّ من إقامة الحدود و الجهاد فى سبيل اللّه تعالى، و الإصلاح من الناس أعظم، و إنى لعلى دين يقبل اللّه فيه الحسنات، و يعفو فيه