و هم كذلك يعتقدون انّ الإمامة أيضا منصب إلهي، و انّ شئون النبوّة -باستثناء النبوّة نفسها-تنصرف إلى الامام. و عليه يعتقد الشيعة ان لا مجال لنفوذ الخطأ و الاشتباه و النسيان و الجهل الى العلوم الالهية التي تختصّ بمنصب الإمامة، كما لا طريق لنفوذ الذنب الى الامام؛ و لذا فإنّ أئمّة أهل البيت معصومون.
لقد أثبت الشيعة هذه المسائل بدلائل و نصوص قطعيّة و متواترة في مصنّفاتهم حول الإمامة.
و من باب المثال فقط، نمرّ على بعض هذه النصوص، من خلال الشواهد التالية:
1- آية التطهير، حيث يقول تعالى: «إِنَّمََا يُرِيدُ اَللََّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً»
369
.
و يمكن العودة في مفاد هذه الآية و مدلولها الى الهامش التوضيحي رقم (53) .
فالآية الشريفة تضع إطاعة أولي الأمر في رديف إطاعة اللّه و الرسول، بحيث توجب إطاعة كلّ ما يصدر من أولي الأمر. و عليه يجب ان يكون أولو الأمر معصومين، حتى لا يصدر عنهم ما يخالف أوامر اللّه، كما اعترف بذلك الفخر الرازي