نام کتاب : الشافي في العقائد و الأخلاق و الأحكام نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 437
سواه، و صيرورة جميع الهموم همّا واحدا.
قال بعض العارفين: إذا أردت أن يعرف مقامك فانظر فيما أقامك.
قال (رحمه اللّه): فالمراد- و اللّه أعلم- أنّي إذا أحببت عبدي جذبته إلى محلّ الانس، و صرفته إلى عالم القدس، و صيّرت فكره مستغرقا في أسرار الملكوت، و حواسّه مقصورة على اجتلاء أنوار الجبروت، فتثبت حينئذ في مقام القرب قدمه، و يمتزج بالمحبة لحمه و دمه إلى أن يغيب عن نفسه و يذهل عن حبّه، فيتلاشى الأغيار في نظره، حتى أكون له بمنزلة سمعه و بصره، كما قال من قال:
جنوني فيك لا يخفى * * * و ناري منك لا تخبو
فأنت السمع و الأبصار * * * و الأركان و القلب
انتهى كلامه.
و لعلّ المراد بالمأخوذ ميثاقه في الحديث الأخير: الذي أقرّ به و ثبت على إقراره حتى و فى به، و ذلك لأنّ منهم من كذّب و أنكر، و منهم من أقرّ و لم يثبت عليه و لم يف به، كما مرّ بيانه.
[المتن]
[718] 4. الكافي: عن الصادق (عليه السلام): «إنّ اللّه تعالى يعطي الدنيا من يحبّ و يبغض و لا يعطي هذا الأمر إلّا صفوته من خلقه، أنتم و اللّه على ديني و دين آبائي إبراهيم و إسماعيل، لا أعني علي بن الحسين، و لا محمّد بن عليّ، و إن كان هؤلاء على دين هؤلاء» [1].
باب انس المؤمن بإيمانه و بالمؤمن
[المتن]
[719] 1. الكافي: عن النبي (صلّى اللّه عليه و آله و سلّم): «قال اللّه تعالى: لو لم يكن في الأرض إلّا مؤمن واحد لاستغنيت به عن جميع خلقي، و لجعلت له من إيمانه انسا لا يحتاج إلى أحد» [2].