من إخوانه المؤمنين. بل الظاهر كما يظهر من بعض الروايات [1] وجوبها لأجل حفظ النفوس و الأموال و الأعراض؛ و إن كانت استفادة الوجوب النفسي في هذا القسم من التقيّة، محلَّ تأمّل.
و منها: ما تكون واجبة لنفسها، و هي ما تكون مقابلة للإذاعة، فتكون بمعنى التحفّظ عن إفشاء المذهب و عن إفشاء سرّ أهل البيت، فيظهر من كثير من الروايات [2] أنّ التقيّة التي بالغ الأئمّة (عليهم السّلام) في شأنها، هي هذه التقيّة فنفس إخفاء الحقّ في دولة الباطل واجب، و تكون المصلحة فيه جهات سياسية دينية، و لو لا التقيّة لصار المذهب في معرض الزوال و الانقراض.
و يدلّ على هذا القسم ما ورد في تفسير قوله تعالى وَ يَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ*[3] قال الصادق (عليه السّلام) في صحيحة هشام بن سالم [4]
الحَسَنَة
[1] تقدّمت بعضها في الصفحة 11، الهامش 1 و: 29، الهامش 3.
[2] راجع وسائل الشيعة 16: 235 و 247، كتاب الأمر و النهي، أحاديث الباب 32 و 34.
[4] هو الثقة الثقة أبو محمّد هشام بن سالم الجواليقي، صحب الصادق و الكاظم (عليهما السّلام) و روى عنهما و عن سليمان بن خالد .. و كان من الرؤساء و الأعلام المأخوذ منهم الحلال و الحرام و الفتيا و الأحكام الذين لا يطعن عليهم بشيء روى عنه الحسن بن محبوب و صفوان بن يحيى و محمّد بن أبي عمير ..
رسالة العددية، ضمن مصنّفات الشيخ المفيد 9: 45، رجال النجاشي: 434، الفهرست: 174، معجم رجال الحديث 19: 301 302.