المبحث الثاني في أنّ ترك التقيّة هل يفسد العمل أم لا؟
قد تقدّم [1] أنّ التقيّة على ما يظهر من الأخبار على أقسام:
منها: ما يستعمل لأجل الخوف على النفس و العِرْض و المال، فهذه ليست واجبة لنفسها، بل الواجب حفظ النفس عن الوقوع في الهلكة، و تكون التقيّة مقدّمة له.
نعم، يظهر من بعض الروايات أنّ اللَّه رخّص التقيّة في كلّ اضطرار [2] أو ضرورة عرفيّة [3]. بل الظاهر أوسعية دائرتها منه أيضاً، فتجوز لحفظ مال غيره
[1] تقدّم في الصفحة 8.
[2] كرواية محمّد بن مسلم و زرارة قالوا: سمعنا أبا جعفر (عليه السّلام): يقول: التقيّة في كلّ شيء يضطرّ إليه ابن آدم فقد أحلّه اللَّه له.
الكافي 2: 220/ 18، وسائل الشيعة 16: 214، كتاب الأمر و النهي، الباب 25، الحديث 2.
[3] كرواية زرارة، عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: التقيّة في كلّ ضرورة، و صاحبها أعلم بها حين تنزل به.
الكافي 2: 219/ 13، وسائل الشيعة 16: 214، كتاب الأمر و النهي، الباب 25، الحديث 1.