الأخبار أنّ جنس اليقين لا ينقض بجنس الشكّ، فأيّ موضع تحقّق [1] الطبيعة يتحقّق فيه عدم نقض اليقين بالشكّ.
و يؤيّد الدلالة التأكيد بلفظ «أبدا» في بعض تلك الروايات [2]، و يؤيّده أيضا ورود هذا المضمون في مقام التعليل لعدم نقض الوضوء و عدم نجاسة الثوب الطاهر [3]؛ إذ لو لا العموم لما ناسب التعليل.
و يؤيّده أيضا حجيّة الاستصحاب عند الفقهاء و ظهور بقاء الأحكام عند المتشرّعة، كما أشرنا.
و يدلّ على ذلك أيضا، ورود هذا المضمون في أخبار أخر ظاهرة فيما ادّعيناه من العموم، مثل: ما رواه الصدوق في «الخصال» بسنده عن الباقر (عليه السّلام): «إنّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) علّم أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب .. [إلى أن] قال:
من كان على يقين فشكّ فليمض على يقينه؛ فإنّ اليقين لا يدفع بالشكّ» [4].
و رواه خالي العلّامة المجلسي (رحمه اللّه) في «البحار» في باب من شكّ في شيء من الأفعال عن «الخصال» مسندا عن الصادق (عليه السّلام)، عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) هكذا:
«من كان على يقين فشكّ فليمض على يقينه؛ فإنّ الشكّ لا ينقض اليقين» [5].
و ذكر أنّه رأى رسالة قديمة مفردة فيها هذا الخبر بطريقين صحيحين في