responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 292

الشجاعة المشتركة بين الأسد وبينه؟

هنا يجاب عادة بإمكانية إطلاق لفظ الأسد على الإنسان الشجاع ولكن مع وجود قرينة تدلّ على أنّ المراد من لفظ الأسد هو الإنسان الشجاع لا الحيوان المفترس، فلو رأى شخص إنساناً شجاعاً وقال: رأيت أسداً، وسكت، لقادت الدلالة التصوّرية السامع إلى المعنى الحقيقي للّفظ وهو أنّه رأى الحيوان المفترس، وأمّا لو جاء بقرينة صارفة كأن يقول: «رأيت أسداً يكتب» لتصرّفت هذه القرينة في الدلالة التصديقية الحقيقية لدى السامع، ولتحوّلت هذه الدلالة إلى الدلالة التصديقية المجازية.

بعبارة أخرى: إنّه من دون القرينة يبقى اللفظ على معناه الحقيقي، إذ لا يمكن التلاعب بالدلالة التصوّرية وتحويلها من الحقيقة إلى المجاز؛ لما علمناه من أنّ الدلالة التصوّرية تحصل بفعل السببية الحقيقية الموجودة بين اللفظ وبين معناه الحقيقي.

من هنا يقال أيضاً: إنّ صلاحية اللفظ للدلالة على المعنى المجازي صلاحية بالقوّة، وتتحوّل إلى صلاحية بالفعل مع اقتران اللفظ بالقرينة الصارفة.

وهكذا نستنتج أنّ المعنى المجازي لا يمكن أن يكون في عرض المعنى الحقيقي وإنّما هو في طوله‌ [1] بحيث يكون بينهما ترتّب طوليّ يبدأ بالمعنى‌

الحقيقي وينتهي بالمجازي، فإنّنا وبمجرّد أن نسمع لفظ «الأسد» في جملة: «رأيت أسداً يكتب»، ينصرف ذهننا إلى الحيوان المفترس، أي المعنى‌


[1] وإلّا لصار المعنيان حقيقيين كما في المشتركات اللفظية مثل لفظة «عين» الدالّة على أكثر من معنى حقيقي كالعين الجارية والباصرة. وهذا خلاف الفرض؛ لأنّ البحث مختصّ بالمعنى الحقيقي والمجازي.

نام کتاب : الدروس شرح الحلقة الثانية نویسنده : الحيدري، السيد كمال    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست