responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 7  صفحه : 64

و حكوا عن عظم بعض الحيّات، حتى ألحقوه بهما، و أكثروا في تعظيم شأن التّنّين؛ فليس لكم أن تدّعوا للفيل ما ادّعيتم.

2086-[رد صاحب الفيل على خصمه‌]

قال صاحب الهند و المعبّر عن خصال الفيل‌ [1] : أمّا الفيل و علوّ سمكه، و عظم جفرته، و اتّساع صهوته، و طول خرطومه، وسعة أذنه، و كبر غرموله، مع خفّة وطئه، و طول عمره، و ثقل حمله، و قلة اكتراثه لما وضع على ظهره، فقد عاين ذلك من الجماعات من لا يستطيع الردّ عليها إلاّ جاهل أو معاند. و أمّا ما ادّعيتم من عظم الحيّة و أنّا متى مسحنا طولها و ثخنها، و أخذنا وزنها كانت أكثر من الفيل، فإنّا لم نسمع هذا إلا في أحاديث الرقّائين، و أكاذيب الحوّائين، و تزيّد البحريّين.

و أما التنّين فإنّما سبيل الإيمان به سبيل الإيمان بعنقاء مغرب. و ما رأيت مجلسا قطّ جرى فيه ذكر التنّين إلاّ و هم ينكرونه و يكذّبون المخبر عنه، إلاّ أنا في الفرط ربّما رأينا بعض الشاميّين يزعم أنّ التّنّين إعصار فيه نار يخرج من قبل البحر في بعض الزّمان، فلا يمرّ بشي‌ء إلاّ أحرقه، فسمّى ذلك ناس «التّنّين» ، ثمّ جعلوه في صورة حيّة.

و أما السّرطان فلم نر أحدا قط ذكر أنّه عاينه، فإن كنّا إلى قول بعض البحريّين نرجع، فقد زعم هؤلاء أنّهم ربما قربوا إلى بعض جزائر البحر، و فيها الغياض و الأودية و اللّخاقيق‌ [2] ، و أنّهم في بعض ذلك أوقدوا نارا عظيمة، فلما وصلت إلى ظهر السرطان هاج بهم و بكلّ ما عليه من النّبات، حتّى لم ينج منهم إلا الشريد.

و هذا الحديث قد طمّ على الخرافات و التّرّهات‌ [3] و حديث الخلوة.

و أمّا السّمك فلعمري إنّ السمكة التي يقال لها «البال» لفاحشة العظم. و قد عاينوا ذلك عيانا، و قتلوه يقينا. و لكن أحسبوا أنّ الشّأن في البال على ما ذكرتم، فهل علمتم أن فيه من الحسّ و المعرفة، و اللّقن و الحكاية، و الطّرب و حسن المواتاة و شدّة القتال، و التمهّد تحت الملوك، و غير ذلك من الخصال، كما وجدنا ذلك و أكثر منه في الفيل.


[1] انظر مروج الذهب 2/121.

[2] اللخاقيق: جمع لخقوق، و هو الشق و الخد في الأرض.

[3] الترهات: الأباطيل.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 7  صفحه : 64
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست