responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 470

من شأن يعقوب و يوسف عليهما الصلاة و السّلام حين يقول تعالى: قََالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لاََ أَنْ تُفَنِّدُونِ، `قََالُوا تَاللََّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاََلِكَ اَلْقَدِيمِ [1]. و كان هذا من يعقوب بعد أن قال يوسف‌ اِذْهَبُوا بِقَمِيصِي هََذََا فَأَلْقُوهُ عَلى‌ََ وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيراً وَ أْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ [2]. و لذلك قال: وَ لَمََّا فَصَلَتِ اَلْعِيرُ قََالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لاََ أَنْ تُفَنِّدُونِ [1]ثمّ قال: فَلَمََّا أَنْ جََاءَ اَلْبَشِيرُ أَلْقََاهُ عَلى‌ََ وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً [3].

و إنّما هذا علامة ظهرت له خاصة؛ إذ كان النّاس لا يشتمون أرواح‌[4]أولادهم إذا تباعدوا عن أنوفهم، و ما في طاقة الحصان الذي يجد ريح الحجر[5]ممّا يجوز الغلوتين و الثّلاث‌[6]. فكيف يجد الإنسان و هو بالشّام ريح ابنه في قميصه، ساعة فصل من أرض مصر؟!و لذلك قال: أَ لَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اَللََّهِ مََا لاََ تَعْلَمُونَ [7].

1228-[بعض المجاعات‌]

و قد غبر[8]موسى و هو يسير أربعين عاما، لا يذوق ذواقا[9]. و جاع أهل المدينة في تلك الحطمة[10]، حتى كان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يشدّون الحجر على بطونهم، من الجوع و الجهد[11]. و كان النبيّ صلى اللّه عليه و سلم، و على آله الطّيبين الطاهرين [1]94/يوسف: 12.

[2]93/يوسف: 12.

[3]96/يوسف: 12.

[4]الأرواح: جمع ريح: و هي الرائحة.

[5]الحجر: أنثى الخيل.

[6]الغلوة: قدر رمية بسهم، و انظر الفقرة (1208) ، ص 455.

[7]96/يوسف: 12.

[8]غبر: مكث.

[9]الذواق: المأكول و المشروب، فعال بمعنى مفعول، و في الحديث «لم يكن يذم ذواقا» انظر النهاية 2/172.

[10]الحطمة: هي السنة الشديدة الجدب، و منه حديث جعفر «كنا نخرج سنة الحطمة» .

[11]كان النبي صلى اللّه عليه و سلم قد دعا على مضر بقوله: «اللهم اشدد وطأتك على مضر، و ابعث عليهم سنين كسني يوسف» فكان القحط سبع سنين متتالية، حتى أكلوا القد و العظام. فنال ذلك الجدب النبي و أصحابه. حتى شد المسلمون على بطونهم الحجارة من الجوع. انظر صحيح البخاري، كتاب الاستسقاء، حديث 961، و كتاب صفة الصلاة، حديث 771، و مسلم في المساجد و مواضع الصلاة، حديث 675، و مسند أحمد 2/239، 255، و ثمار القلوب 37 (113) .

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 470
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست