نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 469
جمعا عظيما!. قال: فو اللّه ما ألجموا و أسرجوا حتى رأوا ساطع الغبار، و لا تلبّسوا[1] و تسلّحوا حتّى رأوا الطليعة[2]. فما التأموا حتى استوى أصحاب قحطبة على ظهور خيولهم. و لو لا نظرة خالد بن برمك و فراسته، لقد كان ذلك الجيش اصطلم[3].
1226-[قصة في قوة الشمّ]
و كان إبراهيم بن السّنديّ يحدّثنا من صدق حسّ أبيه في الشّمّ، بشيء ما يحكى مثله إلاّ عن السّباع و الذّرّ و النّعام. و زعم أنّ أباه قال ذات يوم: أجد ريح بول فأرة!ثمّ تشمّم و أجال أنفه في المجلس، فقال: هو في تلك الزّاوية!فنظروا فإذا على طرف البساط من البلل بقدر الدّرهم، أو أوسع شيئا، فقضوا أنّه بول فأرة.
قال: و شهدته مرّة و أشراطه[4]قيام على رأسه في السّماطين[5]، فقال: أجد ريح جورب عفن منتن!فتشمّمنا بأجمعنا، فلم نجد شيئا، ثمّ تشمّم و قال: انزعوا خفّ ذاك. فنزعوا خفّه، فكلّما مدّ النازع له شيئا بدا من لفافته. فما زال النّتن يكثف و يزداد، حتى خلع خفّه و نزعه من رجله، فظهر من نتن لفافته ما عرف به صدق حسّه. ثمّ قال: انزعوا الآن أخفافكم بأجمعكم، فلا بدّ من ألاّ يكون في جميع اللّفائف منتن غير لفافته، أو تكون لفافته أنتنها؛ فنزعوا، فلم يجدوا في جميعها لفافة منتنة غيرها.
غزا ابن عمير غزوة تركت لنا # ثناء كنتن الجورب المتخرّق
1227-[أقوى درجات التشمم]
و ليس الذي يحكى من صدق الحسّ في الشّم-عن بعض النّاس، و عن النّعام و السّباع، و الفأر و الذّرّ، و ضروب من الحشرات-من شكل ما نطق به القرآن العظيم، [1]تلبسوا: لبسوا ثياب الحرب.
[2]طليعة الجيش: أولهم.
[3]اصطلم الجيش: استؤصل و أبيد.
[4]الأشراط: الحرس.
[5]السماطين: مثنى سماط، و هو الصف من الناس.
[6]البيت بلا نسبة في ثمار القلوب 486 (867) ، و المستقصى 1/382، و الوساطة 400، و تقدم في 1/157. ـ
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 469