قال: و أخبرنا ابن الأعرابيّ أنّ أعرابيّا كلم صاحبه، فرآه لا يفهم عنه و لا يسمع فقال: «أصلخ كصلخ النّعامة!» [3].
و قد يكون الفرس في الموكب و خلفه، على قاب غلوتين، حجر أو رمكة[4]، فيتحصّن[5]تحت راكبه، من غير أن تكون صهلت.
و الذّئب يشتمّ و يستروح من ميل، و الذّرّة تشتمّ ما ليس له ريح، ممّا لو وضعته على أنفك ما وجدت له رائحة و إن أجدت التشمّم، كرجل الجرادة تنبذها من يدك في موضع لم تر فيه ذرّة قطّ، فلا تلبث أن ترى الذّرّ إليها كالخيط الأسود الممدود.
و قال الشّاعر[6]، و هو يصف استرواح الناس: [من الطويل]
و جاء كمثل الرّأل يتبع أنفه # لعقبيه من وقع الصّخور قعاقع[7]
فإنّ الرّأل يشتم رائحة أبيه و أمّه و السّبع و الإنسان من مكان بعيد. و شبّه به رجلا جاء يتّبع الرّيح فيشتمّ.
[1]المثل في الدرة الفاخرة 1/253، و جمهرة الأمثال 1/538، 560، و مجمع الأمثال 1/385، 391، و المستقصى 1/197.