responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 447

لعمري لقد أمهلت في نهي خالد # عن الشّام إمّا يعصينّك خالد[1]

و أمهلت في إخوانه فكأنّما # تسمّع بالنّهي النّعام المشرّد

و قال الذي زعم أنّها تسمع: فقد قال اللّه عزّ و جلّ: أُولََئِكَ اَلَّذِينَ لَعَنَهُمُ اَللََّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى‌ََ أَبْصََارَهُمْ [2]و لو عنى أنّ عماهم كعمى العميان، و صممهم كصمم الصّمّان، لما قال: أَ فَلاََ يَتَدَبَّرُونَ اَلْقُرْآنَ أَمْ عَلى‌ََ قُلُوبٍ أَقْفََالُهََا [3]و إنّما ذلك كقوله: إِنَّكَ لاََ تُسْمِعُ اَلْمَوْتى‌ََ وَ لاََ تُسْمِعُ اَلصُّمَّ اَلدُّعََاءَ إِذََا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ* [4] و كيف تسمع المدبر عنك!و لذلك يقال: «إنّ الحبّ يعمي و يصمّ» [5]. و قد قال الهذليّ: [من الطويل‌]

تسمّع بالنّهي النّعام المشرّد

و الشارد النافر عنك لا يوصف بالفهم. و لو قال: تسمع بالنّهي، و سكت-كان أبلغ فيما يريد. و هو كما قال اللّه تعالى: وَ لاََ تُسْمِعُ اَلصُّمَّ اَلدُّعََاءَ إِذََا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ* [4]. قال الرّاجز[6]: [من الرجز]

ردي ردي ورد قطاة صمّا # كدريّة أعجبها برد الما[7]

أي لأنها لا تسمع صوتا يثنيها و يردّها.

و أنشد قول الشاعر[8]: [من الطويل‌]

دعوت خليدا دعوة فكأنما # دعوت به ابن الطّود أو هو أسرع‌

و الطّود: الجبل. و ابنه: الحجر الذي يتدهده‌[9]منه، كقوله‌[10]: [من الطويل‌]

كجلمود صخر حطّه السّيل من عل‌


[1]في ديوان الهذليين «أمهلت: أي نهيته في مهلة قبل أن يأزف أمره، أي جعلت له مهلة و لم أجد بنفسه، و كان نهاه أن يهاجر، و قوله: إما يعصينك خالد، أي: عصاك خالد» .

[2]23/محمد: 47.

[3]24/محمد: 47.

[4]80/النمل: 27.

[5]هذا القول من الأمثال في مجمع الأمثال 1/78، 196، و جمهرة الأمثال 1/356 و المستقصى 2/56، و فصل المقال 320، و أمثال ابن سلام 224، و الأمثال لمجهول 57.

[6]الرجز بلا نسبة في اللسان و التاج (صمم) ، و الوساطة 402.

[7]الكدرية: ضرب من القطا قصار الأذناب، و القطا: ثلاثة أضرب، كدري و جوني و غطاط. انظر اللسان (كدر) .

[8]البيت بلا نسبة في اللسان و التاج (طود) ، و أساس البلاغة (بني، طود) و التهذيب 14/4، و المخصص 13/202.

[9]يتدهده: يتدحرج.

[10]صدر البيت (مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا) و هو لامرئ القيس من معلقته في ديوانه 19، و اللسان

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 447
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست