و منهل أعور إحدى العينين # بصير أخرى و أصمّ الأذنين
كأنّه كان في ذلك المنهل بيران، و الآبار أعين، فغوّرت إحدى البئرين و تركت الأخرى و قوله: «أصمّ الأذنين» لما أن كان عنده في الأرض فضاء و خلاء، حيث لا يسمع فيه صوت. جعله أن كان لا يسمع صوتا أصمّ؛ و إن كان ذلك لفقد الأصوات.
قال: و قد قال الحارث بن حلّزة قولا يدلّ على أنّها تسمع، حيث قال[2]: [من الخفيف]
و لقد أستعين يوما على الهـ # مّ إذا خفّ بالثّويّ الثّواء
[4]المنين: الغبار الدقيق. الإهباء: إثارة التراب، و الأهباء: الغبار المرتفع في الجو.
[5]ديوان امرئ القيس 36، و اللسان و التاج (رأل، قطا، وقي) ، و بلا نسبة في المخصص 8/56.
[6]في ديوانه «أراد بالصم: حوافره. و قوله: «ما يقين من الوجى» ، أي لا يهبن المشي من حفا، لصلابتهن. و الرأل: فرخ النعامة، و هو مشرف المؤخر، فشبّه قطاة الفرس لإشرافها بمؤخر الرأل» .
[7]البيت لبشار بن برد في ديوانه 1/125، و جمهرة الأمثال 1/140، و بلا نسبة في اللسان و التاج (صمم) .
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 448