responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 446

قال: و لا يصلح أن تكون «ما» في الموضع الذي ذكر؛ لأنّ ذلك يصير كقول القائل: التمر حلو، و الثّلج بارد، و النّار حارّة. و لا يحتاج إلى أن يخبر أنّ الذي يسمع هذا الصّوت؛ لأنه لا مسموع إلاّ الصّوت.

قال خصمه: فقد قال علقمة بن عبدة: [من البسيط]

حتّى تلافى و قرن الشّمس مرتفع # أدحيّ عرسين فيه البيض مركوم

يوحي إليها بإنقاض و نقنقة # كما تراطن في أفدانها الرّوم‌

ثم قال:

تحفّه هقلة سفعاء خاذلة # تجيبه بزمار فيه ترنيم‌

و احتجّ من زعم أنها تسمع، بقوله‌[1]: [من الطويل‌]

و صحم صيام بين صمد و رجلة # و بيض تؤام بين ميث و مذنب‌[2]

متى ما تشأ تسمع عرارا بقفرة # يجيب زمارا كاليراع المثقب‌[3]

و قال الطّرمّاح‌[4]: [من الكامل‌]

يدعو العرار بها الزّمار كأنّه # أ لم تجاوبه النّساء العوّد[5]

قال: و صوت النعامة الذّكر: العرار. و صوت الأنثى: الزّمار.

و أنشد الذي زعم أنّها لا تسمع، قول أسامة بن الحارث الهذليّ‌[6]: [من الطويل‌]

تذكّرت إخواني فبتّ مسهّدا # كما ذكرت بوّا من اللّيل فاقد[7]


[1]البيتان للبيد، و الأول في ديوانه 12، و صدره في اللسان (صحم) ، و هو بلا نسبة في التهذيب 4/273، و الثاني في ديوانه 18.

[2]في ديوانه «الصحم: الحمير، و أصحم: أسود اللون من كل لون. صيام: قيام. الصمد: الغلظ.

و الرجلة: رجلة الوادي، مسيله و جمعه رجل. و بيض: يريد بيض النعام. تؤام: اثنان اثنان.

الميث: الأرض السهلة. المذنب: مجرى الماء» .

[3]في ديوانه «العرار: صوت النعام الذكر، و الزمار صوت الأنثى. و اليراع: القصب يتخذ منها زمارات» .

[4]ديوان الطرماح 143 (115) ، و الجمهرة 123، و المعاني الكبير 343.

[5]في ديوانه «يدعو: بمعنى يجيب هاهنا. و العوّد: اللواتي يعدن المريض الألم، أي يزرنه» .

[6]ديوان الهذليين 2/201-202، و شرح أشعار الهذليين 1296.

[7]في ديوان الهذليين «البوّ: جلد يحشى للفاقد ولدها، يذبح أو يموت فترأمه و تدرّ عليه، فإذا ذكرته حنّت» .

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 446
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست