responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 445

القيس النّازلة قرى البحرين، فقد تعرف أنّ طعامهم أطيب من طعام أهل اليمامة.

و ثقيف أهل دار ناهيك بها خصبا و طيبا، و هم و إن كان شعرهم أقلّ، فإنّ ذلك القليل يدلّ على طبع في الشعر عجيب. و ليس ذلك من قبل رداءة الغذاء، و لا من قلّة الخصب الشّاغل و الغنى عن النّاس؛ و إنّما ذلك عن قدر ما قسم اللّه لهم من الحظوظ و الغرائز، و البلاد و الأعراق مكانها.

و بنو الحارث بن كعب قبيل شريف، يجزون مجاري ملوك اليمن، و مجاري سادات أعراب أهل نجد و لم يكن لهم في الجاهليّة كبير حظّ في الشعر. و لهم في الإسلام شعراء مفلقون.

و بنو بدر كانوا مفحمين، و كان ما أطلق اللّه به ألسنة العرب خيرا لهم من تصيير الشعر في أنفسهم.

و قد يحظى بالشعر ناس و يخرج آخرون، و إن كانوا مثلهم أو فوقهم. و لم تمدح قبيلة في الجاهليّة، من قريش، كما مدحت مخزوم. و لم يتهيّأ من الشّاهد و المثل لمادح في أحد من العرب، ما تهيّأ لبني بدر.

و قد كان في ولد زرارة لصلبه، شعر كثير، كشعر لقيط و حاجب و غيرهما من ولده. و لم يكن لحذيفة و لا حصن، و لا عيينة بن حصن، و لا لحمل بن بدر. شعر مذكور.

و قد كان عبد العزيز بن مروان أحظى في الشعر من كثير من خلفائهم. و لم يكن أحد من أصحابنا، من خلفائنا و أئمتنا، أحظى في الشعر من الرّشيد. و قد كان يزيد ابن مزيد و عمّه، ممّن أحظاه الشّعر.

و ما أعلم في الأرض نعمة بعد ولاية اللّه، أعظم من أن يكون الرّجل ممدوحا.

1199-[الصّمّ من الحيوان‌]

تقول العرب: ضربان من الحيوان لا يسمعان الأصوات. و ذلك عامّ في الأفاعي و النّعام.

و اعتدّ من ادّعى للنّعام الصّمم بقول علقمة[1]: [من البسيط]

فوه كشقّ العصا لأيا تبيّنه # أسكّ ما يسمع الأصوات مصلوم‌


[1]تقديم تخريج البيت و الأبيات التالية في الفقرة (1193) . ـ

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 445
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست