أهوى إلى باب جحر في مقدّمه # مثل العسيب ترى في رأسه قزعا
اللّون أربد و الأنياب شابكة # عصل ترى السّمّ يجري بينها قطعا
يهوي إلى الصّوت و الظلماء عاكفة # تعرد السّيل لاقى الحيد فاطّلعا
لو نال كفّك آبت منه مخضبة # بيضاء قد جللت أنيابها قزعا
بيعت بوكس قليل فاستقلّ بها # من الهزال أبوها بعد ما ركعا
فردّ عليه يحيى فقال[1]: [من البسيط]
كم حيّة ترهب الحيّات صولته # يحمى لريديه قد غادرته قطعا[2]
يلقين حيّة قفّ ذا مساورة # يسقى به القرن من كأس الرّدى جرعا[3]
تكاد تسقط منهنّ الجلود؛ لما # يعلمن منه إذا عاينّه، قزعا[4]
أصمّ ما شمّ من خضراء أيبسها # أو مسّ من حجر أوهاه فانصدعا[5]
و قال آخر: [من السريع]
و كم طوت من حنش راصد # للسّفر في أعلى الثّنيّات
أصمّ أعمى لا يجيب الرّقى # يفترّ عن عصل حديدات[6]
منهرت الشدق رقود الضحى # سار طمور في الدّجنّات[7]
ذي هامة رقطاء مفطوحة # من الدّواهي الجبليّات
صلّ صفا، تنطف أنيابه # سمام ذيفان مجيرات[8]
مطلن في اللّحيين مطلا إلى # رأس و أشداق رحيبات
قدّمن عن ضرسين و استأخرا # إلى سماخين و لهوات[9]
يسبته الصّبح و طورا له # نفخ و نفث في المغارات[10]
[1]الوحشيات 86-87.
[2]الرّيد: الحرف الناتئ من الجبل. (القاموس: ريد) .
[3]القف: مرتفع حجري. (القاموس: قفف) .
[4]القزع: القطع من السحاب، و يعني هنا القطع المتفرقة. (القاموس: قزع) .
[5]تقدم هذا البيت مع أبيات الزماني «الزيادي» في الفقرة (1091) .
[6]عصل، جمع أعصل، و هو الملتوي و المعوج. (القاموس: عصل) .
[7]منهرت: واسع. (القاموس: هرت) . الطمور: الوثاب. (القاموس: طمر) .
[8]تنطف: تقطر. (القاموس: نطف) . الذيفان: السم القاتل. (القاموس: ذيف) .
[9]لهوات: جمع لهاة، و هي اللحمة المشرفة على الحلق.
[10]سبته: أنامه. (القاموس: سبت) .