و تارة تحسبه ميّتا # من طول إطراق و إخبات[1]
و قال آخر، و هو جاهليّ[2]: [من الرجز]
لا همّ إن كان أبو عمرو ظلم # و خانني في علمه و قد علم
فابعث له في بعض أعراض اللّمم # لميمة من حنش أعمى أصم
أسمر زحّافا من الرّقط العرم # قد عاش حتى هو لا يمشي بدم[3]
فكلّما أقصد منه الجوع شم # حتى إذا أمسى أبو عمرو و لم
يمسّ منه مضض و لا سقم # قام و ودّ بعدها أن لم يقم
و لم يقم لإبل و لا غنم # و لا لخوف راعه و لا لهم
حتّى دنا من رأس نضناض أصم # فخاضه بين الشّراك و القدم[4]
بمذرب أخرجه من جوف كم # كأنّ وخز نابه إذا انتظم[5]
و خزة إشفى في عطوف من أدم[6]
و مخالب الأسد و أشباه الأسد من السّباع، تكون في غلف، إذا وطئت على بطون أكفها ترفّعت المخالب و دخلت في أكمام لها، و هو قول أبي زبيد[7]: [من الوافر]
بحجن كالمحاجن في فتوخ # يقيها فضّة الأرض الدّخيس[8]
و كذلك أنياب الأفاعي، هي ما لم تعضّ فمصونة في أكمام، أ لا تراه يقول[9]:
[من الرجز]
فخاضه بين الشّراك و القدم # بمذرب أخرجه من جوف كم
[1]الإطراق: النظر إلى الأرض و السكوت. (القاموس: طرق) . الإخبات: الخشوع. (القاموس: خبت) .
[2]الرجز لخلف الأحمر في مجمع الذاكرة 1/162، و بلا نسبة في البرصان 233-234، و سمط اللآلي 490.
[3]العرم: جمع أعرم، و هو المنقط بسواد و بياض. (القاموس: عرم) .
[4]نضنض الشيء: حركه. (القاموس: نضض) .
[5]المذرب: عنى به ناب الحية.
[6]الإشفى: المخرز. الأدم: الجلد المدبوغ. (القاموس: أدم) .
[7]ديوان أبي زبيد الطائي 632. و البرصان 233، و المعاني الكبير 1036.
[8]الحجن: المخالب، و المحجن: العصا المعوجة، و الفتوخ: الاسترخاء و اللين، القضة: الحصى الصغار، الدخيس: لحم الكفين.
[9]تقدم الرجز قبل ستة أسطر.