responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 395

و كذلك عروق الكلى إلى المثانة التي يجري فيها الحصى المتولّد في الكلية إذا قذفته تلك العروق إلى المثانة، فإذا بال الإنسان انضمّت العروق و اتّصلت بأماكنها، و التحمت حتى كان موضعها كسائر ما جاوز تلك الأماكن.

-و وجه آخر: و هو أنّ هذا الكلام عربيّ فصيح؛ إذ كان الذي جاء به عربيّا فصيحا، و لو لم يكن قرآنا من عند اللّه تبارك و تعالى، ثمّ كان كلام الذي جاء به، و كان ممّن يجهل اللّحن و لا يعرف مواضع الأسماء في لغته، لكان هذا-خاصّة- ممّا لا يجهله.

فلو أنّنا لم نجعل لمحمّد صلى اللّه عليه و سلم، فضيلة في نبوّة، و لا مزيّة في البيان و الفصاحة، لكنّا لا نجد بدّا من أن نعلم أنّه كواحد من الفصحاء. فهل يجوز عندكم أن يخطئ أحد منهم في مثل هذا في حديث، أو وصف أو خطبة، أو رسالة، فيزعم أن كذا و كذا يمشي أو يسعى أو يطير، و ذلك الذي قال ليس من لغته و لا من لغة أهله؟! فمعلوم عند هذا الجواب، و عند ما قبله، أنّ تأويلكم هذا خطأ.

و قال اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ أَصْحََابَ اَلْجَنَّةِ اَلْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فََاكِهُونَ [1]و أصحاب الجنّة لا يوصفون بالشّغل، و إنما ذلك جواب لقول القائل: خبّرني عن أهل الجنّة، بأيّ شي‌ء يتشاغلون؟أم لهم فراغ أبدا؟فيقول المجيب: لا، ما شغلهم إلاّ في افتضاض الأبكار، و أكل فواكه الجنّة، و زيارة الإخوان على نجائب الياقوت! و هذا على مثال جواب عامر بن عبد قيس، حين قيل له و قد أقبل من جهة الحلبة، و هو بالشام: من سبق؟قال: رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم!قيل: فمن صلّى؟قال: أبو بكر! قال: إنّما أسألك عن الخيل!قال: و أنا أجيبك عن الخير![2] و هو كقول المفسّر حين سئل عن قوله: لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهََا بُكْرَةً وَ عَشِيًّا [3] فقال: ليس فيها بكرة و عشيّ. و قد صدق القرآن، و صدق المفسّر، و لم يتناكرا، و لم يتنافيا؛ لأنّ القرآن ذهب إلى المقادير، و المفسّر ذهب إلى الموجود، من دوران ذلك مع غروب الشّمس و طلوعها.


[1]55/يس: 36.

[2]البيان 2/282.

[3]62/مريم: 19.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 395
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست