responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 359

1106-[نطق الحية]

و في أنّ الحيّة قد كانت تسمع و تنطق، يقول النّابغة في المثل الذي ضربه، و هو قوله‌[1]: [من الطويل‌]

أ ليس لنا مولى يحبّ سراحنا # فيعذرنا من مرّة المتناصرة

ليهنكم أن قد نفيتم بيوتنا # محلّ عبيدان المحلّئ باقره‌[2]

و إني للاق من ذوي الضّغن نكبة # بلا عثرة و النفس لا بدّ عاثره

كما لقيت ذات الصّفا من حليفها # و ما انفكّت الأمثال في الناس سائره

فقالت له: أدعوك للعقل وافرا # و لا تغشينّي منك للظّلم بادره‌[3]

فواثقها باللّه حتّى تراضيا # فكانت تديه الجزع خفيا و ظاهره

فما توفّى العقل إلاّ أقلّه # و جارت به نفس عن الخير جائره

تفكّر أنّى يجمع اللّه شمله # فيصبح ذا مال و يقتل واتره

فظلّ على فأس يحدّ غرابها # ليقتلها، و النّفس للقتل حاذره‌[4]

فلما وقاها اللّه ضربة فأسه # و للّه عين لا تغمّض ساهره

فقال: تعالي نجعل اللّه بيننا # على العقل حتّى تنجزي لي آخره

فقالت: يمين اللّه، أفعل؛ إنّني # رأيتك ختّارا يمينك فاجره

أبى لك قبر لا يزال مواجها # و ضربة فأس فوق رأسي فاقره‌[5]

فذهب النّابغة في الحيّات مذهب أميّة بن أبي الصّلت، و عديّ بن زيد، و غيرهما من الشعراء.

1107-[حال الصخور و الأشجار في ماضي الزمان‌]

و أنشدني عبد الرحمن بن كيسان: [من الطويل‌]

فكان رطيبا يوم ذلك صخرها # و كان خضيدا طلحها و سيالها[6]


[1]ديوان النابغة الذبياني 202-203. و شرح الأبيات التالية منه.

[2]في ديوانه «المحلئ: الذي يمنع الإبل أن ترد الماء، و الباقر: جماعة البقر» .

[3] «العقل: عزم الدية» .

[4] «يحد غرابها: يعني طرفها و حدّها» .

[5] «فاقرة: مؤثرة» .

[6]خضد الشوك: قطعه. (القاموس: خضد) .

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 359
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست