نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 346
قد ذكروا بالصّمم أجناسا من خبيثات الحيّات، و ذهبوا إلى امتناعها من الخروج عند رقية الرّاقي عند رأس الجحر، فقال بعضهم: [من الرجز]
و ذات قرنين من الأفاعي # صمّاء لا تسمع صوت الدّاعي
و يزعمون أنّ كلّ نضناض أفعى. و قال آخر[1]: [من المتقارب]
و من حنش لا يجيب الرّقا # ة أرقش ذي حمة كالرّشا[2]
أصمّ سميع طويل السّبا # ت منهرت الشدق عاري النسا[3]
فزعم أنّه أصمّ سميع، فجاز له أن يجعله أصمّ بقوله: «و من حنش لا يجيب الرّقاة» و قال الآخر[4]: [من السريع]
أصمّ أعمى لا يجيب الرّقى # يفترّ عن عصل حديدات[5]
و الأفعى ليس بأعمى، و عينه لا تنطبق، و إن قلعت عينه عادت. و هو قائم العين كعين الجرادة، كأنها مسمار مضروب. و لها بالليل شعاع خفيّ. قال الرّاعي يصف الأفعى: [من الطويل]
و يدني ذراعيه إذا ما تبادرا # إلى رأس صلّ قائم العين أسفع
و هذه صفة سليم الأفعى، فيجوز أن يكون الشاعر وصفها بالتمنع من الخروج بالصّمم، كما وصفها بالعمى، لمكان السّبات و طول الإطراق.