responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 341

و في عهد آل سجستان على العرب حين افتتحوها[1]: لا تقتلوا قنفذا و لا ورلا و لا تصيدوا، لأنها بلاد أفاع. و أكثر ما يجتلب أصحاب صنعة الترياق و الحواءون الأفاعي من سجستان. و ذلك كسب لهم و حرفة و متجر. و لو لا كثرة قنافذها لما كان لهم بها قرار.

و القنفذ لا يبالي أيّ موضع قبض من الأفعى. و ذلك أنه إن قبض على رأسها أو على قفاها فهي مأكولة على أسهل الوجوه، و إن قبض على وسطها أو على ذنبها، جذب ما قبض عليه، فاستدار و تجمّع، و منحه سائر بدنه، فمتى فتحت فاها لتقبض على شي‌ء منه، لم تصل إلى جلده مع شوكه النّابت فيه. و الأفعى تهرب منه، و طلبه لها و جراءته عليها، على حسب هربها منه و ضعفها عنه.

1081-[أمثال في الحية و الورل و الضّبّ‌]

و أمّا قولهم: «أضل من حيّة» ؛ و «أضلّ من ورل» ؛ [2]و «أضلّ من ضبّ» [2].

فأمّا الحيّة فإنّها لا تتّخذ لنفسها بيتا، و الذّكر لا يقيم في الموضع، و إنما يقيم على بيضها بقدر ما تخرج فراخها و تقوى على الكسب و التماس الطعم، ثمّ تصير الأنثى سيّارة، فمتى وجدت جحرا دخلت واثقة بأنّ السّاكن فيه بين أمرين: إمّا أقام فصار طعما لها، و إمّا هرب فصار البيت لها ما أقامت فيه ساعة، كان ذلك من ليل أو نهار.

1082-[بيض الحيات و جسمها]

و قد رأيت بيض الحيّات و كسرتها لأتعرّف ما فيها. فإذا هو بيض مستطيل أكدر اللون أخضر، و في بعضه نمش‌[3]و لمع‌[4]. فأمّا داخله فلم أر قيحا قطّ، و لا صديدا خرج من جرح فاسد، إلاّ و الّذي في بيضها أسمج منه و أقذر. و يزعمون أنها كثيرة البيض جدّا، و أنّ السلامة في بيضها على دون ذلك، و أنّ بيضها يكون منضّدا في جوفها طولا على غرار واحد، و على خيط واحد.

و هي طويلة البطن و الأرحام. و عدد أضلاعها عدد أيام الشهر. و كان ذلك بعض ما زاد في شدّة بدنها.


[1]مروج الذهب 1/235، و عيون الأخبار 1/220، و ثمار القلوب (626) ، و كان ذلك سنة 81 هـ.

[2]مجمع الأمثال 1/426، و المستقصى 1/218، و فصل المقال 163، و جمهرة الأمثال 2/11، و الدرة الفاخرة 1/288.

[3]النمش: نقط بيض و سود، أو بقع تقع في الجلد تخالف لونه. (القاموس: نمش) .

[4]اللمع: كل لون خالف لونا. (القاموس: لمع) .

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست