نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 342
1083-[أكثر الحيوان نسلا]
و الخلق الكثير الذّرء[1]الدّجاج. و الضّبّ أكثر بيضا من الدّجاجة. و الخنزيرة تضع عشرين خنّوصا.
و يخرج من أجواف العقارب عقارب صغار، كثيرة العدد جدّا. و عامّة العقارب إذا حبلت كان حتفها في ولادها، لأنّ أولادها إذا استوى خلقها أكلت بطون الأمّهات حتّى تثقبها. و تكون الولادة من ذلك الثّقب، فتخرج و لأمهات ميّتة.
و أكثر من ذلك كله ذرء السّمك، لأنّ الإنسان لو زعم أنّ بيضة واحدة من بعض الأسبور عشرة آلاف بيضة، لكان ذلك لعظم ما تحمل، و لدقّة حبّه و صغره. و لكن يعتريها أمران: أحدهما الفساد، و الآخر أنّ الذكورة في أوان ولادة الإناث تتبع أذنابها، فكلّما زحرت بشيء التقمته و التهمته.
ثمّ السّمك بعد ذلك في الجملة إنما طبعها أن يأكل بعضها بعضا.
1084-[علة كثرة الأولاد]
و يزعمون أن الكثرة في الأولاد إنّما تكون من العفن و اللّخن[2]، و على قدر كثرة المائيّة و قلّتها. فذهبوا إلى أنّ أرحام الرّوميّات و النّصرانيّات أكثر لخنا و رطوبة، لأنّ غسل الفروج بالماء البارد مرارا في اليوم، ممّا يطيّب الأرحام، و ينفي اللّخن[2] و العفن، و يزعمون أنّ المرأة إذا كان فرجها نظيفا، و كانت معطّرة قويّة المنّة[3]قلّ حملها، فإن أفرطت في السّمن عادت عاقرا. و سمان الرّجال لا يكاد يعتريهم ذلك.
و كذلك العاقر من إناث الإبل و البقر و الغنم و النّخل. إذا قويت النّخلة و كانت شابّة، و سمن جمّارها، صارت عاقرا لا تحمل، فيحتالون عند ذلك بإدخال الوهن عليها.
1085-[طعن في التعليل السابق]
و قد طعن في ذلك ناس فقالوا: إنّ في الضّبّ على خلاف ما ذكرتم. قد تبيض الأنثى سبعين بيضة فيها سبعون حسلا[4]. و لو لا أنّ الضّبّ يأكل ولده لانتفشت [1]الذرء: النسل. (القاموس: ذرأ) .
[2]اللخن: قبح ريح الفرج، و لخن: أنتن. (القاموس: لخن) .
[3]لعله الصواب: سريّة البنّة، أي طيبة الرائحة.
[4]الحسل: ولد الضب، و هو واضح من المعنى.
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 342