responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 315

و ليس في الأرض شي‌ء جسمه مثل جسم الحيّة، إلا و الحيّة أقوى بدنا منه أضعافا. و من قوّتها أنها إذا أدخلت رأسها في جحرها، أو في صدع إلى صدرها، لم يستطع أقوى النّاس و هو قابض على ذنبها بكلتا يديه أن يخرجها؛ لشدّة اعتمادها، و تعاون أجزائها. و ليست بذات قوائم لها أظفار أو مخالب أو أظلاف، تنشبها في الأرض، و تتشبث بها، و تعتمد عليها. و ربما انقطعت في يدي الجاذب لها، مع أنها لدنة ملساء علكة فيحتاج الرفيق في أمرها عند ذلك، أن يرسلها من يديه بعض الإرسال، ثمّ ينشطها كالمختطف و المختلس، و ربما انقطع ذنبها في يد الجاذب لها. فأمّا أذناب الأفاعي فإنها تنبت.

و من عجيب ما فيها من هذا الباب، أنّ نابها يقطع بالكاز[1]، فينبت حتى يتمّ نباته في أقلّ من ثلاث ليال.

و الخطّاف في هذا الباب خلاف الخنزير؛ لأنّ الخطاف إذا قلمت إحدى عينيه رجعت. و عين البرذون يركبها البياض، فيذهب في أيّام يسيرة.

و ناب الأفعى يحتال له بأن يدخل في فيها حماض أترجّ‌[2]، و يطبق لحيها الأعلى على الأسفل، فلا تقتل بعضّتها أياما صالحة.

و المغناطيس الجاذب للحديد، إذا حكّ عليه الثّوم، لم يجذب الحديد.

1021-[خصائص الأفعى‌]

و الأفعى لا تدور عينها في رأسها، و هي تلد و تبيض، و ذلك أنها إذا طرّقت‌[3] ببيضها تحطّم في جوفها، فترمي بفراخها أولادا، حتى كأنها من الحيوان الذي يلد حيوانا مثله.

و في الأفاعي من العجب أنها تذبح حتى يفرى منها كلّ ودج، فتبقى كذلك [1]الكاز: المقطع. «السامي في الأسامي 147» .

[2]في القاموس «ترج» : (الأترجّ، و الأترجّة و التّرنجة و التّرنج: نبات معروف، حامضه مسكّن غلمة النساء؛ و يجلو اللون و الكلف، و قشره في الثياب يمنع السوس) . و في معجم الألفاظ الزراعية 163 -164. (جنس الليمون فيه أنواع البرتقال و الأترج و النارنج و الليمون الحلو و الحامض، و هي تسمى الموالح في مصر؛ و الحوامض في الشام، و ما في جوف ثماره يسمى الحمّاض. جنس شجر مثمر من الفصيلة البرتقالية) .

[3]طرّقت ببيضها: حان لها أن يخرج بيضها. (القاموس: طرق) .

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 315
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست