نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ جلد : 4 صفحه : 313
1019-[خصائص حيوانات بعض البلدان]
و قال صاحب المنطق: لا يكون خنزير و لا أيّل بحريّا. و ذكر أنّ خنازير بعض البلدان يكون لها ظلف واحد، و لا يكون بأرض نهاوند حمار؛ لشدّة برد الموضع، و لأنّ الحمار صرد.
و قال: في أرض كذا و كذا لا يكون بها شيء من الخلد، و إن نقله إنسان إليها لم يحفر، و لم يتّخذ بها بيتا. و في الجزيرة التي تسمّى صقلّية لا يكون بها صنف من النمل، الذي يسمّى أقرشان.
1020-[قول أهل الكتابين في المسخ]
و أهل الكتابين[1]ينكرون أن يكون اللّه تعالى مسخ النّاس قرودا و خنازير، و إنما مسخ امرأة لوط حجرا. كذلك يقولون.
باب في الحيات
<القول في الحيات> اللهمّ جنّبنا التكلف، و أعذنا من الخطل، و احمنا من العجب بما يكون منّا، و الثّقة بما عندنا، و اجعلنا من المحسنين.
حدثنا أبو جعفر المكفوف النحويّ العنبريّ، و أخوه روح الكاتب و رجال من بني العنبر، أن عندهم في رمال بلعنبر حيّة تصيد العصافير و صغار الطير بأعجب صيد. زعموا أنها إذا انتصف النهار و اشتدّ الحرّ في رمال بلعنبر، و امتنعت الأرض على الحافي و المنتعل، و رمض[2]الجندب، غمست هذه الحيّة ذنبها في الرّمل، ثم انتصبت كأنها رمح مركوز، أو عود ثابت، فيجيء الطائر الصغير أو الجرادة، فإذا رأى عودا قائما و كره الوقوع على الرّمل لشدّة حرّه، وقع على رأس الحيّة، على أنّها عود.
فإذا وقع على رأسها قبضت عليه. فإن كان جرادة أو جعلا أو بعض ما لا يشبعها مثله، ابتلعته و بقيت على انتصابها. و إن كان الواقع على رأسها طائرا يشبعها مثله أكلته و انصرفت. و أنّ ذلك دأبها ما منع الرّمل جانبه في الصّيف و القيظ، في انتصاف النهار و الهاجرة. و ذلك أنّ الطائر لا يشكّ أنّ الحيّة عود، و أنه سيقوم له مقام الجذل[3]للحرباء، إلى أن يسكن الحرّ و وهج الرّمل.