responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 303

فقد ذبحته و ضربت عنقه، و لكن السيف خانني. أو على قولهم: المسك الذّبيح، أو على قولهم: فجئت و قد ذبحني العطش-لكان ذلك مجازا.

و لو أنّ صبيّا من صبياننا سئل، قبل أن يبلغ فرض البلوغ بساعة، و كان رأى ملكة سبإ في جميع حالاتها، لما كان بعيدا و لا ممتنعا أن يقول: رأيت امرأة ملكة، و رأيتها تسجد للشّمس من دون اللّه، و رأيتها تطيع الشّيطان و تعصي الرّحمن، و لا سيما إن كان من صبيان الخلفاء و الوزراء، أو من صبيان الأعراب.

و الدّليل على أنّ ذلك الهدهد كان مسخّرا و ميسّرا، مضيّه إلى اليمن، و رجوعه من ساعته.

و لم يكن من الطّير القواطع فرجع إلى وكره . و الدّليل على ذلك أنّ سليمان عليه السلام لم يقل: نعم قد رأيت كلّ ما ذكرت، و أنت لم تعلم حين مضيت بطّالا هاربا من العمل، أ تكدي أم تنجح، أو ترى أعجوبة أو لا تراها. و لكنّه توعّده على ظاهر الرّأي، و نافره القول؛ ليظهر الآية و الأعجوبة.

1003-[طعن الدهرية في ملك سليمان‌]

ثمّ طعن في ملك سليمان و ملكة سبإ، ناس من الدّهريّة، و قالوا: زعمتم أنّ سليمان سأل ربّه فقال: رَبِّ اِغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكاً لاََ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي [1] و أنّ اللّه تعالى أعطاه ذلك، فملّكه على الجنّ فضلا عن الإنس، و علّمه منطق الطّير، و سخّر له الرّيح، فكانت الجنّ له خولا، و الرّياح له مسخرة ثمّ زعمتم-و هو إمّا بالشّام و إمّا بسواد العراق-أنّه لا يعرف باليمن ملكة هذه صفتها. و ملوكنا اليوم دون سليمان في القدرة، لا يخفى عليهم صاحب الخزر، و لا صاحب الروم، و لا صاحب الترك، و لا صاحب النّوبة، و كيف يجهل سليمان موضع هذه الملكة، مع قرب دارها و اتّصال بلادها!و ليس دونها بحار و لا أوعار؛ و الطريق نهج للخفّ و الحافر و القدم.

فكيف و الجنّ و الإنس طوع يمينه. و لو كان، حين خبّره الهدهد بمكانها، أضرب عنها صفحا، لكان لقائل أن يقول: ما أتاه الهدهد إلاّ بأمر يعرفه. فهذا و ما أشبهه دليل على فساد أخباركم.

قلنا: إنّ الدّنيا إذا خلاّها اللّه و تدبير أهلها، و مجاري أمورها و عاداتها كان لعمري كما تقولون. و نحن نزعم أنّ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم كان أنبه أهل [1]35/ص: 38.

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 4  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست