يعني النّمل. فزعم أنّ للنّمل حافرا، و إنّما يحفر جحره، و ليس يحفره بفمه.
967-[التعذيب بالنمل]
و عذّب عمر بن هبيرة سعيد بن عمرو الحرشيّ بأنواع العذاب فقيل له: إن أردت ألاّ يفلح أبدا فمرهم أن ينفخوا في دبره النّمل. ففعلوا فلم يفلح بعدها.
968-[ما يدّخر قوته من الحيوان]
قالوا: و أجناس من الحيوان تدّخر، و تشبّه في ذلك بالإنسان ذي العقل و الرّويّة، و صاحب النّظر في العواقب، و التفكير في الأمور: مثل الذّرّ، و النّمل، و الفأر، و الجرذان، و العنكبوت، و النّحل. إلاّ أنّ النحل لا يدّخر من الطعام إلاّ جنسا واحدا، و هو العسل.
969-[أكل الذّرّ و الضباع للنمل]
و زعم اليقطريّ أنّك لو أدخلت نملة في جحر ذرّ لأكلتها، حتى تأتي على عامّتها. و ذكر أنّه قد جرّب ذلك.
و قال صاحب المنطق: إنّ الضّباع تأكل النمل أكلا ذريعا، و ذلك أن الضّباع تأتي قرية النّمل في وقت اجتماع النّمل، فتلحس ذلك النّمل بلسانها، بشهوة شديدة، و إرادة قويّة.
970-[أكل النمل للأرضة]
قالوا: و ربّما أفسدت الأرضة على أهل القرى منازلهم، و أكلت كلّ شيء لهم.
و لا تزال كذلك حتى ينشو في تلك القرى النّمل، فيسلّط اللّه ذلك النّمل على تلك الأرضة، حتى تأتي على آخرها. و على أنّ النّمل بعد ذلك سيكون له أذى، إلاّ أنّه دون الأرضة تعدّيا. و ما أكثر ما يذهب النّمل أيضا من تلك القرى، حتى تتمّ لأهلها السّلامة من النّوعين جميعا.