فإن كان سيف خان أو قدر أتى # لميقات يوم حتفه غير شاهد
فسيف بني عبس و قد ضربوا به # نبا بيدي ورقاء عن رأس خالد
كذاك سيوف الهند تنبو ظباتها # و يقطعن أحيانا مناط القلائد[4]
597-[خير القصائد]
و إن أحببت أن تروي من قصار القصائد شعرا لم يسمع بمثله، فالتمس ذلك في قصار قصائد الفرزدق؛ فإنك لم تر شاعرا قطّ يجمع التّجويد في القصار و الطّوال غيره.
و قد قيل للكميت: إن النّاس يزعمون أنّك لا تقدر على القصار!قال[5]: من قال الطّوال فهو على القصار أقدر.
هذا الكلام يخرج في ظاهر الرّأي و الظّن، و لم نجد ذلك عند التّحصيل على ما قال.
و قيل لعقيل بن علّفة: لم لا تطيل الهجاء؟قال[6]: «يكفيك من القلادة ما أحاط بالعنق» .
[1]الأبيات للفرزدق في ديوانه 172، 1/146 (طبعة دار صادر) ، و عيون الأخبار 4/123، و لابن عنقاء الفزاري في معجم الشعراء 199، و معاهد التنصيص 1/304، و الثاني في أساس البلاغة (حرر) ، و المجمل 2/56، و بلا نسبة في المقاييس 2/52، و الجمهرة 501.
[2]الحوارد: جمع حارد، و هو الرجل المتنحي المعتزل و الغضبان: «اللسان حرد» ، و رواية البيت في
الديوان: (فإني عسى أن تبصريني كأنما # بنيّ حوالي الأسود اللوابد)
.
[3]الأبيات في الأغاني 15/343-344، و النقائض 384، و العمدة 1/189-190 «باب في البديهة و الارتجال» . و الوساطة 437.