responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 125

717-[قسوة الحمام‌]

قال: و باب آخر من لؤمه: القسوة، و هي ألأم اللّؤم؛ و ذلك أن الذّكر ربّما كان في البيت طائر ذكر قد اشتدّ ضعفه، فينقر رأسه و الآخر مستخذله ، قد أمكنه من رأسه خاضعا له، شديد الاستسلام لأمره، فلا هو يرحمه لضعفه و عجزه عنه، و لا هو يرحمه لخضوعه، و لا هو يملّ و ليس له عنده وتر. ثمّ ينقر يافوخه حتى ينقب عنه، ثمّ لا يزال ينقر ذلك المكان بعد النّقب حتى يخرج دماغه فيموت بين يديه.

فلو كان ممّا يأكل اللّحم و اشتهى الدماغ كان ذلك له عذرا؛ إذ لم يعد ما طبع اللّه عليه سباع الطير.

فإذا رأينا من بعض بهائم الطير من القسوة ما لا نرى من سباع الطير لم يكن لنا إلاّ أن نقضي عليه من اللؤم على حسب مباينته لشكل البهيمة، و يزيد في ذلك على ما في جوارح الطير من السّبعية.

718-[أقوال لصاحب الديك في الحمام‌]

و قال صاحب الديك:

زعم أبو الأصبغ بن ربعيّ قال: كان روح أبو همام صاحب المعمّى، عند مثنّى ابن زهير، فبينما هو يوما و هو معه في السطح إذ جاء جماعة فصعدوا. فلم يلبث أن جاء آخرون، ثمّ لم يلبث أن جاء مثلهم، فأقبل عليهم فقال: أيّ شي‌ء جاء بكم؟و ما الذي جمعكم اليوم؟قالوا: هذا اليوم الذي يرجع فيه مزاجيل الحمام من الغاية. قال:

ثمّ ما ذا؟قالوا: ثمّ نتمتّع بالنّظر إليها إذا أقبلت. قال: لكنّني أتمتّع بتغميض العين إذا أقبلت، و ترك النّظر إليها!!ثمّ نزل و جلس وحده.

719-[التلهّي بالحمام‌]

و قال مثنّى بن زهير ذات يوم: ما تلهّى النّاس بشي‌ء مثل الحمام، و لا وجدنا شيئا مما يتخذه النّاس و يلعب به و يلهى به، يخرج من أبواب الهزل إلى أبواب الجدّ- كالحمام-و أبو إسحاق حاضر-فغاظه ذلك، و كظم على غيظه. فلمّا رأى مثنّى سكوته عن الردّ عليه طمع فيه فقال: يبلغ و اللّه من كرم الحمام و وفائه، و ثبات عهده، و حنينه إلى أهله، أنّي ربّما قصصت الطّائر و بعد أن طار عندي دهرا، فمتى نبت جناحه كنباته الأوّل، لم يدعه سوء صنعي إليه إلى الذّهاب عنّي. و لربّما بعته‌

نام کتاب : الحيوان نویسنده : الجاحظ    جلد : 3  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست